مجمع الزوائد و منبع الفوائد

علی بن ابی بکر الهیثمی؛ ب‍ت‍ح‍ری‍ر ال‍ع‍راق‍ی‌، اب‍ن‌ح‍ج‍ر

جلد 10 -صفحه : 423/ 234
نمايش فراداده

باب فى المواعظ

هكارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ الخفاء و لكن عليك بذى اقتصاد فان ذلك من التوفيق و السداد و أعرض عن الجاهل و احلم عن السفهاء فان ذلك فضل الحكماء وزين العلماء إذا شتمت الجاهل فاسكت عنه سلما و جانبه حزما فان ما بقي من جهله عليك و شتمه إياك أعظم و أكثر يا ابن عمران إنك لا ترى أوتيت من العلم إلا قليلا فان الاندلاق و التعسف من الاقتحام و التكلف يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ماغلقه و لا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا ينتهى من الدنيا نهمته و لا تنقضى منها رغبته كيف يكون عابدا من يحقر حاله و يتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا هل يكف عن الشهوات من قد غلب هواه و ينفعه طلب العلم و الجهل قد حوله لان سفره إلى آخرته و هو مقبل على دنياه يا موسى تعلم ما تعلمن لتعمل به و لا تعلمه لتحدث به فيكون عليك بوره و يكون لغيرك نوره يا ابن عمران اجعل الزهد و التقوى لباسك و العلم و الذكر كلامك و أكثر من الحسنات فانك مصيب السيئات و زعزع بالخوف قلبك فان ذلك يرضى ربك و اعمل خيرا فانك لابد عامل سواه قد وعظت إن حفظت فتولى الخضر و بقى موسى حزينا مكروبا . رواه الطبراني في الاوسط و فيه زكريا بن يحيى الوقار و قد ضعفه واحد و ذكره ابن حبان في الثقات و ذكر أنه أخطا في وصله و الصواب فيه عن سفيان الثورى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ، و بقية رجاله وثقوا .

( باب منه في المواعظ ) عن أبى مدينة الدارمي و كانت له صحبة قال كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر ( و العصر إن الانسان لفي خسر ) . رواه الطبراني في الاوسط و رجاله رجال الصحيح . و عن عبد الله بن قيس ( 1 ) أبى موسى الاشعرى فقال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة ثم قال على مكانكم أثبتوا ثم أتى الرجال فقال إن الله عز و جل أمرني أن آمركم أن تتقوا الله و أن تقولوا قولا سديدا ثم تخلل إلى النساء فقال لهن إن الله يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله و أن تقولوا قولا سديدا قلت فذكر الحديث رواه أحمد و البزاز إلا أنه قال للنساء أن تتقين الله و أن تقلن قولا سديدا ، و فيه ليث بن أبى سليم و هو مدلس ، و بقية رجال أحمد رجال الصحيح .

1 - هو ابن سليمان بن حضار يكنى أبا موسى .