هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي و ليس كذلك إن أوليائي منكم المتقون من كانوا و حيث كانوا أللهم إنى لا أحل لهم فساد ما أصلحت و ايم الله لتكفأ أمتي عن دينها كما يكفأ الانآء في البطحاء . رواه الطبراني و إسناده جيد . و عن أبى الاحوص عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال أ رأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطيعك و لا يخونك و لا يكذبك و الآخر يخونك و يكذبك الذي يطيعك و لا يكذبك أحب إليك أم الذي يخونك و يكذبك قلت لا بل الذي لا يخوننى و لا يكذبنى و يصدقنى الحديث أحب إلى قال كذا كم أنتم عند ربكم . رواه الطبراني ، و فى رواية عنده أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا عوف بن مالك غلامك الذي يطيعك و يتبع أمرك أحب إليك أم غلامك الذي لا يطيعك و لا يتبع أمرك قال بل غلامي الذي يطيعنى و يتبع أمري قال فكذاكم أنتم عند ربكم . رواه الطبراني باسنا دين و رجال الرواية الاولى ثقات . و عن أبى ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للايمان و جعل قلبه سليما و لسانه صادقا و نفسه مطمئنة و خليقته مستقيمة و جعل أذنه مستمعة و عينه ناظرة فأما الاذن فقمع و العين مقرة بما يوعى القلب و قد أفلح من جعل قلبه واعيا . رواه أحمد و إسناده حسن . ( باب منه في عظة الخضر موسى عليهما السلام ) عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أخى موسى عليه السلام يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة فأوحى الله إليه يا موسى إنك ستراه فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر و هو في طيب الريح و حسب ثياب البياض فقال السلام عليك يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام و رحمة الله قال موسى هو السلام و إليه السلام و منه السلام و الحمد لله رب العالمين الذي لا أحصى نعمه و لا أقدر على شكره إلا بمعونته ثم قال موسى أريد أن توصينى بوصية ينفعنى الله بها بعدك قال الخضر يا طلب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا نمل جلساءك إذا حدثتهم و أعلم أن قلبك وعاء فانظر بما تحشوبه وعاءك و اعرف الدنيا و انبذها وراءك فانها ليست لك بدار و لا لك فيها قرار و انها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد و يا موسى وطن نفسك على الصبر تلق الحلم و أشعر قلبك التقوي تنل العلم و رض نفسك على الصبر تخلص من الاثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فانما العلم لمن تفرغ له و لا تكن