باب جامع البعث
( باب جامع في البعث ) عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و معه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق
( 1 ) قال لقيط خرجت أنا و صاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم لانلاخ رجب فأتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين انصرف من صلاة الغداة
( 2 ) فقال أيها الناس إنى خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لا سمعكم إلا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ألاثم لعلة يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا إنى مسئول هل بلغت ألا اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا اجلسوا فجلس الناس فقمت أنا و صاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده و بصره
( 3 ) قلت يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه و علم أنى أبتغي لسقطه قال ضن ربك عز و جل بمفاتيح الخمس من الغيب لا يعلمها إلا الله و أشار بيده قلت و ما هى قال علم المنية و قد علم متى منية أحدكم و لا تعلمونه و علم ما في غد أنت طاعم و لا تعلمه و علم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين مشفقين فيظل يضحك قد علم أن غ يركم إلى قريب قال لقيط لن نعدم من رب يضحك خيرا و علم يوم الساعة قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس فانا من قوم لا يصدقون تصديقنا أحدا من مذحج التي تربو علينا و خثعم التي توالينا و عشيرتنا التي نحن منها قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه و سلم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات و الملائكة الذين مع ربك عز و جل و أصبح ربك عز و جل يطيف في الارض و خلت عليه البلاد فأرسل ربك عز و جل السماء بهضب
( 4 ) من عند العرش فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل و لا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تخلقه من عند رأسه فيستوى جالسا يقول ربك مهيم لما كان فيه يقول يا رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله فقلت يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح و البلى و السباع قال أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله و الارض أشرفت عليها و هي مدرة بالية فقلت لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عز و جل السماء فلم تلبث عليك
1 - في الاصل ليست منقوطة ، و هو مشهور .
2 - زاد في نسخة " فقام في الغداة خطيبا " .
3 - في النسخ " و حصره " . و فى هامش أحدها " صوابه بصره المصنف " .
4 - أى بمطر ، و فى الاصل ، ( تهضب ) و التصويب من النهاية .