( كتاب المزارعة ( 1 ) المخابرة و المزارعة اسمان لعقد واحد و هو استكراء الارض ببعض ما يخرج منها في الناس من قال المخابرة المزارعة و هي أن تكون من أحدهما الارض وحدها و الباقى من البذر و الاعمال من الآخر ، و المزارعة أن تكون الارض و البذر و ما يحتاج إليه من الفدان ( 2 ) و غيرها من رب الارض ، و لا يكون من الاكار إلا عمل نفسه و الاول أظهر .
فإذا ثبت ذلك فالمزارعة مشتقة من الزرع ، و المخابرة من الخبار ، و هي الارض اللينة ، و الاكار يسمى خابرا ، و المعاملة على الارض ببعض ما يخرج من نمائها على ثلاثة أضرب مقارضة و مساقاة و مزارعة فأما المقارضة فانها تصح بلا خلاف بين الامة و أما المساقاة فجايزة عند جميع الفقهاء إلا عند أبى حنيفة وحده ، و أما المزارعة فعلى ضربين : ضرب باطل بلا خلاف و ضرب مختلف فيه .
فالضرب الباطل بلا خلاف فيه ، هو أن يشرط لاحد هما شيئا بعينه و لم يجعله مشاعا مثل أن يعقد المزارعة على أن يكون لاحدهما الهرف و هو ما يدرك أولا ، و للاخر الاول ( 3 ) و هو ما يتأخر إدراكه أو على أن يكون لاحدهما ما ينبت على الجداول و الماذيانات ( 4 ) و للآخر ما ينبت على الابواب أو على أن الشتوي لاحدهما ، و الصيفى للآخر ، فهذا باطل بلا خلاف لانه غرر ، لانه قد ينمو أحدهما و يهلك الآخر .
و أما الضرب المختلف فيه فهو أن يزارعه على سهم مشاع مثل أن يجعل له النصف
1 - في بعض النسخ كتاب المخابرة . 2 - الفدان ، الثور أو الثوران يقرن للحرث بينهما ، و لا يقال للواحد فدان ، و قيل هو آلة الثورين . 3 - الافل خ الاقل خ . 4 - الماذيات - بكسر الذال و تفتح - : مسايل الماء . و قيل : ما ينبت على حافتي مسيل الماء ، أو ما ينبت حول السواقي .