ما رواه الملا علي المتقي في كنز العمال ج 5 ص 226 رقم 4689 عن ابي هريرة ان رسول الله صلى اليه عليه و اله قال : " العجم يبدؤون بكبارهم إذا كتبوا فإذا كتب أحدكم فليبدء بنفسه " و في كنز العمال ج 5 ص 243 ان معاذا كتب إلى عمر فقدم نفسه لانك عرفت بما لا مزيد عليه ان رسول الله صلى الله عليه و اله كان يبدء بنفسه الشريفة و غيره كان يبدء باسمه السامي إذا كتب اليه ص و اخرج في كنز العمال ج 5 ص 244 بعد ذكره ما مر آنفا ان كاتب ابي موسى كتب إلى عمر فقدم ابا موسى فكتب عمر إلى ابي موسى يأمره ان يضرب الكاتب سوطا و ان يعزله .
الفصل الثالث في بلاغة كتبه صلى الله عليه و اله كان اللسان العربي في الجاهلية ، و فى صدر الاسلام صحيحا محروسا ، لا يتداخله الخلل ، و لا يتطرق اليه الزلل ، و كانت العرب وقتئذ ، عربي اللسان ، عربي الاسلوب ، ( في تراكيب ألفاظه ، و تنسيق جملاته ) عربيا قحا في كلامه ، و منطقه ، و خطبه ، و اشعاره ، و كتبه ، اذ لم يستأنسوا بالاعاجم من الروم و الفارس و لم يختلطوا بغيرهم ، حتى يتغير اسلوبهم ، في شئون كلامهم ، و خطبهم ، و كتبهم كما تغير بعد ذلك في آخر الدولة الاموية و العباسية ، فانقلب لسانهم العربي ألقح ، ممزوجا بلسان الفارس و الروم ، و كذا اسلوبهم ، في الكتابة و غيرها .
كانت العرب وقتئذ ، يرون الايجاز ، و حذف الفضول في الكلام من البلاغة بل من اعلى طبقاتها : و يمدحون بلاغة الرجل بحسن الايجاز ، و ترك الاسهاب و يرون التطويل عيا ، و مخلا بالبلاغة الا إذا اقتضاه الحاجة : أنظر إلى خطب قس بن ساعدة الايادي ، و أبي طالب بن عبد المطلب ( رهما ) و كلمات أكثم بن صيفي و غيرهم أنظر إلى خطب الرسول ، و خطب أمير المؤمنين ، صلى الله عليهما و آلهما ، و كلماتهما القصار ، تريها قليل اللفظ كثير المعنى ، هذا كله في خطبهم ، و اما كتبهم فانها كانت على هذا النمط ايضا ، و كان همهم في كتبهم ، افهام الحاجة ، من دون اي تكلف ، او تسجيع ، او تطويل ، و أضف إلى ذلك السذاجة العربية وقتئذ ، لا يرون في الكتاب شأنا خاصا في البدو و الختم ، و نحن نورد كتاب أكثم إلى رسول الله صلى الله عليه و اله ، و هو من