قوله صلى الله عليه و اله " وانى قد أخذت الخ " و زاد في الطبقات بعد المطيبين : اما بعد و الظاهر ان المراد كونه مثله صلى الله عليه و اله في الهجرة ثوابا ان كانوا هاجروا من مكة و لو إلى ارضه ساكن مكة الا حاجا أو معتمرا ( و فى الطبقات : و لو هاجر بأرضه الا ساكن مكة ، بدل قوله : و لو كان بأرضه الخ ) و هو إلحاق لهم بالمهاجرين ان هاجروا لان الهجرة ختمت بالفتح ، و كان الكتاب بعد حنين كما سيأتي خصيصة لهم دون الناس . و يحتمل ان يكون المراد من هاجر منهم قبل الفتح بمعنى ان لمهاجرهم كما لرسول الله صلى الله عليه و آله .
الاصل وانى ان سلمت فانكم خائفين من قبلى و لا مخفرين ، اما بعد فقد اسلم علقمة بن علاثة ، و ابنا هوذة ، و هاجرا و بايعا من اتبعهما واخذ لمن اتبعهما مثل ما اخذا لانفسهما ، و ان بعضهما من بعض في الحل و الحرم ، وانى ما كذبتكم و ليحيكم ربكم .
الشرح قوله صلى الله عليه و اله " وانى ان سلمت الخ " خفرت الرجل اى آجرته و حفظته ، و اخفرته إذا نقضت عهده و زمامه ، و الهمزة للازالة ، ان لا ينقض عهدكم و لا تخافون ما سلمت و فى الطبقات " فانى لم اضع فيكم منذ سالمت و انكم خائفين من قبلى و لا محصرين " و فى اسد الغابة " وانى لم اضع فيكم إذا سلمت ، و انكم خائفين من قبلى و لا محصرين " و فى كنز العمال : وانى لم اضع فيكم إذا سلمتم . و المحصر المحبوس و الممنوع اى انكم ان سلمت أو سلمتم ممنوعين من حقكم . و يحتمل ان يكون محصر محرفا لتشابه الفآء و الصاد و الحاء و الخا في الكتابة .
علقمة بن علاثة ( علاثة بضم العين ) بن عوف بن الاحوص العامري الكلابي من اشراف بني ربيعة بن عامر ( و هم بطون من العرب و المراد هنا بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان ) و كان من المؤلفة قلوبهم و كان سيدا في قومه حليما عاقلا ، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم من الطائف ارتد ، و لحق بالشام ، فلما توفى النبي