و قال ابن هشام في السيرة ج 4 ص 278 ، انه كان بعد صلح الحديبية ، و لم يعين سنيه ، و قال ابن حجر في الاصابة ، في ترجمة دحية بن خليفة : انه كان في آخر السنة السادسة ، أو في أول السابعة . و الذى تحصل لي بعد التدبر ، و التتبع : ان رسول الله صلى الله عليه و اله كتب بعد صلح الحديبية ، إلى الملوك ، و القبائل ، و الاساقفة ، و غيرهم ، إلى ان توفاه الله تعالى اليه و كان بدؤ كتابه منذ رجع من الحديبية ، في آخر السنة السادسة ، أو في أول السنة السابعة ، فاشتبه الامر ، لقرب الزمان .
النبي صلى الله عليه و اله يعظ الرسل و على اى حال ، قال لاصحابه يوما : وافونى بأجمعكم بالغداة - و كان صلى الله عليه و اله إذا صلى الفجر جلس في مصلاه ، قليلا يسبح و يدعو ، ثم التفت إليهم ، فاختار عدة منهم ، فبعثهم رسلا إلى الملوك ، و الامراء و قال لهم : " انصحوا لله في عباده ، فانه من استرعى شيئا ، من امور الناس ، ثم لم ينصح لهم ، حرم الله عليه الجنة ، انطلقوا ، و لا تصنعوا ، كما صنعت رسل عيسى بن مريم ، قالوا : و ما صنعوا يا رسول الله قال : دعاهم إلى الذي ، دعوتكم اليه ، فاما من كان مبعثه ، قريبا فرضى ، و سلم و من كان بعثه مبعثا بعيدا ، فكره وجهه ، و تثاقل ، فشكى ذلك عيسى إلى الله ، فأصبح المتثاقلون ، و كل واحد يتكلم بلغة الامة التي بعث إليها " ( 1 ) . و يظهر من ابن سعد ، و غيره ، ان رسل رسول الله صلى الله عليه و اله ، ايضا ، صاروا كذلك يتكلم كل رجل منهم ، بلسان القوم الذين أرسل إليهم .
اتخاذه الخاتم : و لما أراد ، ان يكتب الكتاب ، قيل يا رسول الله ، انهم لا يقرئون كتابا ، الا إذا كان مختوما ، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه و اله يؤمئذ خاتما ، من فضة ( 2 ) نقشه ثلاثة
1 - ابن هشام في السيرة ج 4 ص 278 - 279 ، شرح الشفا لملأَ على القاري ج 1 ص 641 و الطبقات الكبرى ج 1 و الحلبية ج 3 ص 272 ، وزين دحلان ج 3 ص 57 و كنز العمال ج 5 ص 326 - 327 . 2 - روى ثقة الاسلام الكليني ، باسناده عن ابى عبد الله ( ع ) ان خاتم رسول الله صلى الله عليه و آله كان من فضة ، نقشه محمد رسول الله مكتوب سطران راجع الكافى كتاب الزي و التجمل ص 210 الحجرى ، و السنن للبيهقي ج 10 ص 128 عن انس .