روى هكذا مهموز ، فاما ان يكون تحريفا من الراوي ، أو يكون ترك الهمزة للازدواج بالاربا ، و قيل أراد بالاجبا العينة ، و هو ان يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى اجل مسمى ، ثم يشتريها منه بالنقد بأقل من الثمن الذي باعها به اى من باع كذلك فقد وقع في الربا ، أقول و يمكن ان يكون اجبى ناقصا لا مهموزا ، من جبى الخراج اى استوفاه ، و يكون اربى بمعنى انمى و زاد ، فيكون المعنى من اعطى الزكاة للجابى فقد زاد ماله ، لان الله عز و جل يربى الصدقات . و يمكن ان يكون اجباء مهموزا بمعنى غيب و و ارى ، اى من غيب ماله عن المصدق فقد اربى صدقته ، اى يؤخذ منه ازيد من ذلك كقوله في حديث بني نهد من ابى فعليه الربوة بحث تأريخي و قد اليه صلى الله عليه و اله بنو حضر موت - بفتح الحاء فسكون الصاد و فتح الراء و الميم و تاء مثناة من فوق - و هم بنو حضر موت بن قحطان ، و بهم عرفت مدينة حضر موت من ارض اليمن ، و قال ياقوت في المعجم : و عن الجوهرى ان حضر موت اسم بلدة و قبيلة . و كان فيهم ملوك تقارب ملوك التبابعة في علو الصيت و نباهة الذكر ، و كان رئيسهم وائل بن حجر - بضم الحاء و سكون الجيم - و كان قيلا من اقيال حضر موت ، و ينسب وائل إلى هذه الطائفة لا البلد ، و قد صرح بذلك القلقشندي في نهاية الارب ص 220 ، و ابن الاثير في اللباب ، و لا ضير في نسبته إليهما ، لان البلد ايضا سمى بإسم الطائفة ، كما مر . و نسبه القاضي في الشفاء إلى الكندة فقال : وائل بن حجر الكندي ، و قال الشارح : لعله كان كنديا حضرميا .
أقول : قال في نهاية الارب في ترجمة حضر موت قال في العبر : و ذهب أكثرهم ( يعنى بني حضر موت ) و اندرج باقيهم في كندة ، و صاروا في عدادهم ، فلعل النسبة من هذه الجهة لا انه كندى بالاصل . و على اى حال كان وائل حضرميا ، بكلا المعنيين و كان من بقية ابناء الملوك في حضر موت ، فلما قدم المدينة رحب به النبي صلى الله عليه و اله و أكرمه ، و بسط له ردائه و قال أللهم بارك في وائل و ولده ، و استعمله على الاقيال من حضر موت ، و كتب له