1 - الانفال قال الله تعالى " يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله و لرسوله ، فاتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم ، و اطيعوا الله و رسوله ، ان كنتم مؤمنين " 8 / 1 .
قال الراغب : النفل قيل هو الغنيمة بعينها ، لكن اختلفت العبارة عنه ، لاختلاف الاعتبار فانه إذا اعتبر بكونه مظفورا به ، يقال : له غنيمة ، و إذا اعتبر بكونه منحة من الله ابتداء من وجوب ، يقال : له نفل ، و منهم من فرق بينهما من حيث العموم و الخصوص ، فقال : الغنيمة ما حصل مستغنما ، بتعب كان أو تعب ، و باستحقاق كان أو استحقاق و قبل الظفر كان أو بعده ، و النفل ما يحصل للانسان قبل القسمة ، من جملة الغنيمة ، و قيل هو ما يحصل للمسلمين بغير قتال ، و هو الفيئ ، و قيل هو ما يفصل من المتاع و نحوه بعد ما تقسم الغنائم ، و على ذلك حمل قوله تعالى يسئلونك عن الانفال الاية ، واصل ذلك من النفل اى الزيادة على الواجب .
أقول : النفل على ما صرح به اللغويون ( و صرح به في الكشاف ، و غيره من التفاسير ) و يظهر من الاحاديث المروية في الانفال ( راجع الدر المنثور ج 3 ص 159 - 162 ) هو الزيادة ، و أطلق على الغنيمة بالعناية ، اما لانها زيادة على ما رزقهم الله من الفتح ، أو لان المسلمين فضلوا بها على سائر الامم الماضية ( راجع : ق .
ية .
أحكام القرآن للجصاص ج 3 ص 55 ، و الكشاف ج 1 ص 523 ، و كتب الفقة كالجواهر كتاب الخمس ) .
فالانفال كل نفل من الاموال ليس له مالك مسلم ، أو اخذ من كافر و لا يختص بغنائم دار الحرب ( كما قاله العامة ) بل يشملها و يشمل الموات من الارض ، و رؤس الجبال ، و بطون الاودية ، و الاجام ، و قطايع الملوك و صفاياهم ، و ما يغنمه المقاتلون بغير اذن الامام عليه السلام ، و الارض التي تملك من الكفار من قتال ، مما لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب ، و الصفي من الغنائم و بذلك فسر الانفال في الاحاديث المروية عن أهل البيت ( ع ) .
فهذه كلها بحسب نص الكتاب الكريم لله و لرسوله ، يضعه حيث يشاء ، و انما خرج منها غنائم دار الحرب بنص القرآن المجيد ، بان عين لها مصارف ، فهي