بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 103
نمايش فراداده

الشيخ إبراهيم بن أبي العلاء

قاضي القضاة زين الدين

الشيخ الصالح الاديب البارع الشاعر المجيد

الشيخ الصالح الاديب البارع الشاعر المجيد تقي الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ أحمد بن تمام بن حسان البلي ( 1 ) ثم الصالحي الحنبلي ، أخو الشيخ محمد بن تمام ، و له سنة خمس و ثلاثين و ستمأة و سمع الحديث ، و صحب الفضلاء ، و كان حسن الشكل و الخلق ، طيب النفس مليح المجاورة و المجالسة ، كثير المفاكهة ، أقام مدة بالحجاز و اجتمع بان سبعين و بالتقي الحور اني ، و أخذ النحو عن ابن مالك و ابنه بدر الدين و صحبه مدة ، و قد صحبه الشهاب محمود مدة خمسين سنة ، و كان يثني عليه بالزهد و الفراغ من الدنيا ، توفي ليلة السبت الثالث من ربيع الآخر و دفن بالسفح ، و قد أورد الشيخ علم الدين البرزالي في ترجمته قطعة من شعره .

فمن ذلك قوله : أسكان المعاهد من فؤادي لكم في خافق منه سكون أكرر فيكم أبدا حديثي فيحلو و الحديث له شجون و أنظمه عقيقا من دموعي فتنشره المحاجر و الجفون و أبتكر المعاني في هواكم و فيكم كل قافية تهون و أسأل عنكم البكاء سرا و سر هواكم سر مصون و أغتبق النسيم لان فيه شمائل من معاطفكم تبين فكم لي في محبتكم غرام و كم لي في الغرام بكم فنون ؟ قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم بن منعم بن خلف النويري المالكي الحاكم بالديار المصرية ، سنة أربع و ثلاثين و ستمأة ( 2 ) ، و سمع الحديث و اشتغل و حصل ، و ولي الحكم بعد ابن شاش سنة خمس و ثمانين ، و طالت أيامه إلى هذا العام ، و كان عزير المرؤة و الاحتمال و الاحسان إلى الفقهاء و الشهود ، و من يقصده ، توفي ليلة الاربعاء حادي عشر جمادى الآخرة و دفن بسفح المقطم بمصر ، و تولي الحكم بعده بمصر تقي الدين الاخنائي المالكي .

الشيخ إبراهيم بن أبي العلاء المقري الصيب المشهور المعروف بإبن شعلان ، و كان رجلا جيدا في شهود المسمارية ،

1 - في الدرر و شذرات الذهب : التلي .

2 - أنظر حاشية 2 صفحة 100