بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 132
نمايش فراداده

شيخنا القاضي أبو زكريا

الشيخ محمد الباجر بقى

الشافعي على وزيره بنت المنجا ، ثم إنه أقام بمصر ، و قد كان في جملة من ينكر على شيخ الاسلام ابن تيمية ، أراد بعض الدولة قتله فهرب و اختفى عنده كما تقدم لما كان ابن تيمية مقيما بمصر ، و ما مثاله إلا مثال ساقية ضعيفة كدرة لا طمت بحرا عظيما صافيا ، أو رملة أرادت زوال جبل ، و قد أضحك العقلاء عليه ، و قد أراد السلطان قتله فشفع فيه بعض الامراء ، ثم أنكر مرة شيئا على الدولة فنفي من القاهرة إلى بلدة يقال لها : ديروط ، فكان بها حتى توفي يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ، و دفن بالقرافة ، و كانت جنازته مشهورة مشهودة ، و كان شيخه ينكر عليه إنكاره على ابن تيمية ، و يقول له أنت لا تحسن أن تتكلم .

الشيخ محمد الباجريقي الذي تنسب إليه الفرقة الضالة الباجريقية ، و المشهور عنه إنكار الصانع جل جلاله ، و تقدست أسماؤه ، و قد كان والده جمال الدين بن عبد الرحيم بن عمر الموصلي رجلا صالحا من علماء الشافعية و درس في أماكن بدمشق ، و نشأ ولده هذا بين الفقهاء و اشتغل بعض شيء ثم أقبل على السلوك و رزم جماعة يعتقدونه و يزورونه و يرزقونه ممن هو على طريقه ، و آخرون لا يفهمونه ، ثم حكم القاضي المالكي بإراقة دمه فهرب إلى الشرق ، ثم إنه أثبت عداوة بينه و بين الشهود فحكم الحنبلي بحقن دمه فأقام بالقابون مدة سنين حين كانت وفاته ليلة الاربعاء سادس عشر ربيع الآخر ، و دفن بالقرب من مغارة الدم بسفح قاسيون في قبة في أعلى ذيل الجبل تحت المغارة ، و له من العمر ستون سنة .

شيخنا القاضي أبو زكريا محيي الدين أبو زكريا يحيى بن الفاضل جمال الدين إسحاق بن خليل بن فارس الشيباني الشافعي اشتغل على النواوي و لازم ابن المقدسي ، و ولي الحكم بزرع و غيرها ، ثم قام بدمشق يشتغل في الجامع ، و درس في الصارمية و أعاد في مدارس عدة إلى أن توفي في سلخ ربيع الآخر و دفن بقاسيون و قد قارب الثمانين رحمه الله ، و سمع كثيرا و خرج له الذهبي شيئا و سمعنا عليه الدارقطني و غيره .

الفقية الكبير الصدر الامام العالم الخطيب بالجامع بدر الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان بن يوسف بن محمد بن الحداد الآمدي الحنبلي ، سمع الحديث و اشتغل و حفظ المحرر في مذهب أحمد وبرع على ابن حمدان و شرحه عليه في مدة سنين و قد كان ابن حمدان يثني عليه كثيرا و على ذهنه و ذكائه ، ثم اشتغل بالكتابة و لزم خدمة الامير