دمشق ، كان من الصالحين الكبار مباركا خيرا ، عليه سكينة و وقار ، و كانت له مطالعة كثيرة ، و له فهم جيد و عقل جيد ، و كان من الملازمين لمجالس الشيخ تقي الدين بن تيمية ، و كان ينقل من كلامه أشياء كثيرة و يفهمها يعجز عنها الفقهاء .
توفي يوم الاثنين سادس عشرين صفر ، وصلي عليه بالجامع و دفن بباب الصغير و كانت جنازته حافلة محمودة .
الشيخ الصالح الكبير المعمر الرجل الصالح تقي الدين بن الصائغ المقري المصري ، الشافعي من بقي من مشايخ القراء و هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم بن مكي ، توفي في صفر و دفن بالقرافة و كانت جنازته حافلة ، قارب التسعين و لم يبق له منها سوى سنة واحدة ، و قد قرأ عليه واحد و هو ممن طال عمره ( 1 ) و حسن عمله .
الشيخ الامام صدر الدين أبو زكريا يحيى بن علي بن تمام بن موسى الانصاري السبكي الشافعي ، سمع الحديث وبرع في الاصول و الفقه ، و درس بالسيفية و باشرها بعده ابن أخيه تقي الدين السبكي الذي تولى قضأ الشام فيما بعد .
الشهاب محمود هو الصدر الكبير الشيخ الامام العالم العلامة شيخ صناعة الانشاء الذي لم يكن بعد القاضي الفاضل مثله في صنعه الانشاء ، و له خصائص ليس للفاضل من كثرة النظم و القصائد المطولة الحسنة البليغة ، فهو شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سلمان بن فهد الحلبي ثم الدمشقي ، ولد سنة أربع و أربعين و ستمأة بحلب ، و سمع الحديث و عني باللغة و الادب و الشعر و كان كثير الفضائل بارعا في علم الانشاء نظما و نثرا ، و له في ذلك كتب و مصنفات حسنة فائقة ، و قد مكث في ديوان الانشاء نحوا من خمسين سنة ، ثم ولي كتابة السر بدمشق نحوا من ثمان سنين إلى أن توفي ليلة السبت ثاني عشرين شعبان في منزله قرب باب النطفانيين و هي دار القاضي الفاضل وصلي عليه بالجامع و دفن بتربة له أنشأها بالقرب من اليغمورية و قد جاوز الثمانين رحمه الله .
شيخنا عفيف الدين الامدي عفيف الدين إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الآمدي ثم الدمشقي
1 - ولد في ثامن عشر جمادى الاولى سنة 636 ه . و توفي ثامن عشر صفر ( غاية النهاية 2 / 65 ) .