بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 269
نمايش فراداده

ترجمة الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية

المرداوي ، و كاتب السر ، و شيخ الشيوخ تاج الدين ، و كاتب الدست هم المتقدمون ، و أضيف إليهم شرف الدين عبد الوهاب بن القاضي علاء الدين بن شمرنوخ ، و المحتسب القاضي عماد الدين بن العزفور ، و شاد الاوقاف الشريف ، و ناظر الجامع فخر الدين بن العفيف ، و خطيب البلد جمال الدين محمود بن جملة رحمه الله .و في يوم السبت عاشر المحرم نودي بالبلد من جهة نائب السلطان عن كتاب جاءه من الديار المصرية أن لا تلبس النساء الاكمام الطوال العرض ، و لا البرد الحرير ، و لا شيئا من اللباسات و الثياب الثمينة ، و لا الاقمشة القصار ، و بلغنا أنهم بالديار المصرية شددوا في ذلك جدا ، حتى قيل إنهم غرقوا بعض النساء بسبب ذلك فالله أعلم .و جددت و أكملت في أول هذه السنة دار قرآن قبلي تربة إمرأة تنكز ، بمحلة باب الخواصين حولها ، و كانت قاعة صورة مدرسة الطواشي صفي الدين عنبر ، مولى ابن حمزة ، و هو أحد الكبار الاجواد ، تقبل الله منه .

و في يوم الاحد خامس شهر جمادى الاولى فتحت المدرسة الطيبانية التي كانت دارا للامير سيف الدين طيبان بالقرب من الشامية الجوانية ، بينها و بين أم الصالح ، اشتريت من ثلثه الذي وصى به ، و فتحت مدرسة و حول لها شباك إلى الطريق في ضفتها القبلية منها ، و حضر الدرس بها في هذا اليوم الشيخ عماد الدين بن شريف الدين ابن عم شيخ كمال الدين بن الزملكاني بوصية الواقف له بذلك ، و حضر عنده قاضي القضاة السبكي و المالكي و جماعة من الاعيان ، و أخذ في قوله تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) الآية ] فاطر : 2 [ .و اتفق في ليلة الاحد السادس و العشرين من جمادى الاولى أنه لم يحضر أحد من المؤذنين على السدة في جامع دمشق وقت اقامة الصلاة للمغرب سوى مؤذن واحد ، فانتظر من يقيم معه الصلاة فلم يجئ أحد غيره مقدار درجة أو أزيد منها ، فأقام هو الصلاة وحده ، فلما أحرم الامام بالصلاة تلاحق المؤذنون في أثناء الصلاة حتى بلغوا دون العشرة ، و هذا أمر غريب من عدة ثلاثين مؤذن أو أكثر ، لم يحضر سوى مؤذن واحد ، و قد أخبر خلق من المشايخ أنهم لم يروا نظير هذه الكائنة .و في يوم الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة اجتمع القضاة بمشهد عثمان ، و كان الفاضل الحنبلي قد حكم في دار المعتمد الملاصقة لمدرسة الشيخ أبي عمر يلبغا ، و كانت وقفا ، لتضاف إلى دار القرآن ، و وقف عليها أوقاف للفقراء ، فمنعه الشافعي من ذلك ، من أجل أنه يؤول أمرها أن تكون دار حديث ثم فتحوا بابا آخر و قالوا : هذه الدار لم يستهدم جميعا ، و ما صادف الحكم محلا ، لان مذهب الامام أحمد أن الوقف يباع إذا استهدم بالكلية ، و لم يبق ما ينتفق به ، فحكم القاضي الحنفي بإثباتها وقفا كما كانت ، و نفذه الشافعي و المالكي ، و انفصل الحال على ذلك ، و جرت أمور طويلة ، و أشياء عجيبة .و في يوم الاربعاء السابع و العشرين من جمادى الآخرة أصبح بواب المدرسة المستجدة التي