بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
أنه عاجلته المنية على يد ألجي بغا المظفري قبل إتمامهما ، و حين قتلوه ذبحا و دفنوه ليلا في مقابر الصوفية ، قريبا من قبر الشيخ تقي الدين بن الصلاح ، ثم حول إلى تربته في الليلة المذكورة ، و في يوم السبت تاسع عشر رجب أذن المؤذنون للفجر قبل الوقت بقريب من ساعة ، فصلى الناس في الجامع الاموي على عادتهم في ترتيب الائمة ، ثم رأوا الوقت باقيا فأعاد الخطيب الفجر بعد صلاة الائمة كلهم ، و أقيمت الصلاة ثانيا ، و هذا شيء لم يتفق مثله .و في يوم الخميس ثامن شهر شعبان توفي قاضي القضاة علاء الدين بن منجا الحنبلي بالمسمارية ، وصلي عليه الظهر بالجامع الاموي ، ثم بظاهر باب النصر ، و دفن بسفح قاسيون رحمه الله .و في يوم الاثنين رمضان بكرة النهار استدعي الشيخ جمال الدين المرداوي من الصالحية إلى دار السعادة ، و كان تقليد القضاء لمذهبه قد وصل إليه قبل ذلك بأيام ، فأحضرت الخلعة بين يدي النائب و القضاة الباقين ، و أريد على لبسها و قبول الولاية فامتنع ، فألحوا عليه فصمم و بالغ في الامتناع و خرج و هو مغضب فراح إلى الصالحية فبالغ الناس في تعظيمه ، و بقي القضاة يوم ذلك في دار السعادة ، ثم بعثوا إليه بعد الظهر فحضر من الصالحية فلم يزالوا به حتى قبل و لبس الخلعة و خرج إلى الجامع ، فقرئ تقليده بعد العصر ، و اجتمع معه القضاة و هنأه الناس ، و فرحوا به لديانته و صيانته و فضيلته و أمانته .و بعد هذا اليوم بأيام حكم الفقية شمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي نيابة عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي المقدسي ، و ابن مفلح زوج ابنته .و في العشر الاخير من ذي القعدة حضر الفقية الامام المحدث المفيد أمين الدين الايجي المالكي مشيخة دار الحديث بالمدرسة الناصرية الجوانية ، نزل عنها الصدر أمين الدين بن القلانسي ، وكيل بيت المال ، و حضر عنده الاكابر و الاعيان .و في أواخر هذه السنة تكامل بناء التربة التي تحت الطارمة المنسوبة إلى الاميرسيف الدين أرغون شاه ، الذي كان نائب السلطنة بدمشق ، و كذلك القبلي منها ، وصلى فيها الناس ، و كان قبل ذلك مسجدا صغيرا فعمره و كبره ، و جاء كأنه جامع تقبل الله منه انتهى .ثم دخلت سنة إحدى و خمسين و سبعمأة استهلت و سلطان الشام و مصر الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ، و نائبه بمصر الامير سيف الين يلبغا ( 1 ) و أخوه سيف الدين منجك الوزير ، و المشارون جماعة من المقدمين بديار مصر ، و قضاة مصر و كاتب السر هم الذين كانوا في السنة الماضية ، و نائب الشام الامير سيف الدين أرتيمش الناصري ، و القضاة هم القضاة سوى الحنبلي فإنه الشيخ جمال الدين يوسف