بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يقال لها الطيبانية إلى جانب أم الصالح مقتولا مذبوحا ، و قد أخذت من عنده أموال من المدرسة المذكورة و لم يطلع على فاعل ذلك ، و كان البواب رجلا صالحا مشكورا رحمه الله .

ترجمة الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية و في ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقت أذان العشاء توفي صاحبنا الشيخ الامام العلامة شمس الدين محمد ين أبي بكر بن أيوب الزرعي ، إمام الجوزية ، و ابن قيمها ، وصلي عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامع الاموي ، و دفن عند والدته بمقابر الباب الصغير رحمه الله .

ولد في سنة إحدى و تسعين و ستمأة و سمع الحديث و اشتغل بالعلم ، وبرع في العلوم المتعددة ، لا سيما علم التفسير و الحديث و الاصلين ، و لما عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية في سنة ثنتي عشرة و سبعمأة لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علما جما ، مع ما سلف له من الاشتغال ، فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة ، مع كثرة الطلب ليلا و نهارا ، و كثرة الابتهال .

و كان حسن القراءة و الخلق ، كثير التودد لا يحسد أحدا و لا يؤذيه ، و لا يستعيبه و لا يحقد على أحد ، و كنت من أصحب الناس له و أحب إليه ، و لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه ، و كانت له طريقة في الصلاة يطليها جدا و يمد ركوعها و سجودها ، و يلومه كثير من أصحابه في بعض الاحيان ، فلا يرجع و لا ينزع عن ذلك رحمه الله ، و له من التصانيف الكبار و الصغار شيء كثير ، و كتب بخطه الحسن شيئا كثيرا ، و اقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عشرة من كتب السلف و الخلف ، و بالجملة كان قليل النصير في مجموعه و أموره و أحواله ، و الغالب عليه الخير و الاخلاق الصالحه ، سامحه الله و رحمه ، و قد كان متصديا للافتاء بمسألة الطلاق التي اختارها الشيخ تقي الدين بن تيمية ، و جرت بسببها فصول يطول بسطها مع قاضي القضاة تقي الدين السبكي و غيره ، و قد كانت جنازته حافلة رحمه الله ، شهدها القضاة و الاعيان و الصالحون من الخاصة و العامة ، و تزاحم الناس على حمل نعشه ، و كمل له من العمر ستون سنة رحمه الله .و في يوم الاثنين ثاني عشر شهر شعبان ذكر الدرس بالصدرية شرف الدين عبد الله بن الشيخ الامام العلامة شمس الدين بن قيم الجوزية عوضا عن أبيه رحمه الله فأفاد و أجاد ، و سرد طرفا صالحا في فضل العلم و أهله ، انتهى و الله تعالى أعلم .و من العجائب و الغرائب التي لم يتفق مثلها و لم يقع من نحو مائتي سنة و أكثر ، أنه بطل الوقيد بجامع دمشق في ليلة النصف من شعبان ، فلم يزد في و قيده قنديل واحد على عادة لياليه في سائر السنة و لله الحمد و المنة .

و فرح أهل العلم بذلك ، و أهل الديانة ، و شكر الله تعالى على تبطيل هذه البدعة الشنعاء ، التي كان يتولد بسببها شرور كثيرة بالبلد ، و الاستيجار بالجامع الاموي ، و كان ذلك بمرسوم السلطان الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون خلد الله ملكه ،

/ 367