«لما خرج علينا رسول اللّه بالهاجرة، فأتى بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسحون به»(1).
2- إنّ الصحابة كانوا يتبركون بشعره، فروى أنس أنّ رسول اللّه لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ شعره(2) .
3- إنّ الصحابة كانوا يتبركون بالإناء الّذي شرب منه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، قال أبو بردة: قال لي عبداللّه بن سلام: ألا اسقيك في قدح شرب النبي فيه؟(3) .
ويفهم من الرواية أنّ عبداللّه بن سلام كان يحتفظ بذلك القدح للتبرك، لشرب رسول اللّه منه.
4- كان الصحابة يتبركون بيديه الشريفتين، فعن أبي حجيفة: خرج رسول اللّه بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ـ إلى أن قال ـ : وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك(4) .
لا أظن أنّ الوهابي يجترىء على ردّ أحاديث البخاري، لأنّه أصحّ الكتب وأتقنها، خصوصاً أنّ هذه الروايات جاءت فيها متواترة، وهم القائلون:
وما من صحيح كالبخاري جامعاً * ولا مسند يلفى كمسند أحمد
هذا بعض ما رواه البخاري، وهلم معي ندرس ما ذكره مسلم في صحيحه:
ذكر مسلم أنّ الصحابة كانوا يأتون بصبيانهم إلى النبي للتبرك والتحنيك، قال: إنّ رسول اللّه كان يؤتى إليه بالصبيان، فيبارك عليهم ويحنكهم(5) .
1 . صحيح البخاري ج 1 ص 59، فتح الباري ج 1 ص 256 . 2 . صحيح البخاري ج 1 ص 54 . 3 . صحيح البخاري ج 1 ص 147، فتح الباري ج 10 ص 85 . 4 . صحيح البخاري ج 4 ص 188 . 5 . صحيح مسلم ص 1691 .