بحوث فی الملل والنحل جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
كما روي في حق شعره: «أنّ رسول اللّه أتى منى، فأتى الجمرة فرماها، ثم اتى منزله بمنى، ثم قال للحلاق: خذ، وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس(1) .هذا بعض ما رواه الشيخان، وأمّا ما رواه غيرهم فحدّث عنه ولا حرج، وقد عقد البخاري في صحيحه باباً سماه: «باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك، مما لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله وآنيته، مما يتبرك به أصحابه وغيرهم بعد وفاته»(2) .إنّ فاطمة ـ عليها السَّلام ـ الّتي لا شك أنها من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً حضرت قبر أبيها، وأخذت قبضة من تراب القبر تشمه وتبكي وتقول:ماذا على من شمّ تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غوالياصُبّت علىّ مصائبٌ لو أنها * صُبّت على الأيام صرن ليالياوفي لفظ: فجعلتها على عينيها ووجهها(3) .نعم، كانت بنو أُمية وأذنابهم يمنعون الناس عن التبرك بقبر رسول اللّه وآثاره، فمن منع التبرك فإنما هو على خطهم.روى الحاكم في المستدرك: «أقبل مروان يوماً فوجد رجلا واضعاً وجهه على القبر، فأخذ برقبته، ثم قال: هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري، فقال: إنّي لم آت الحجر، وإنما جئت رسول اللّه، سمعت رسول اللّه يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا على الدين إذ وليه غير أهله(4) .