إبن تيمية وطلب الشفاعة ممن ثبت كونه شفيعاً
إتفق المسلمون عامة على شفاعة النبي الأكرم يوم القيامة، وإن اختلفوا في معنى الشفاعة بين كونها سبباً لغفران الذنوب كما عليه الأشاعرة والإمامية وأهل الحديث، أو لترفيع الدرجة كما عليه المعتزلة. إنما الكلام في طلب الشفاعة من النبي في حال حياته ومماته، فالمسلمون إلى عهد ابن تيمية اتفقوا على جوازه حياً وميتاً، وهو من فروع طلب الدعاء من المشفوع له، إلى أن جاء ابن تيمية في القرن الثامن الهجري ورفع راية الخلاف بين المسلمين، وقال: «لا يجوز طلب الشفاعة من النبي الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ فهو يسلم بأن نبي الإسلام وسائر الأنبياء لهم حق الشفاعة في الآخرة، ولكن يقول: لا يطلب الشفاعة إلاّ من اللّه، يقول ابن تيمية:
«قد ذكر العلماء وأئمة الدين الأدعية المشروعة وأعرضوا عن الأدعية المبتدعة، ثم بيّن مراتب الأدعية المبتدعة على النحو التالي»:
1- الدعاء لغير اللّه سواء أكان المدعو حياً أم ميتاً، وسواء أكان من الأنبياء ـ عليهم السَّلام ـ أم غيرهم فيقال: يا سيدي فلان أغثني، وأنا مستجيرك ونحو ذلك، فهذا هو الشرك باللّه...
2- أن يقول للميت أو الغائب من الأنبياء: ادع اللّه لي، أو ادع لنا ربك ونحو ذلك، فهذا لا يستريب عالمٌ أنه غير جائز...
3- أن يقول: أسألك بجاه فلان عندك أو بحرمته ونحو ذلك، فهو