الفترة الثانية للإمارة القبلية السعودية
قد هرب كثير من كبار الوهابيين عندما ملك إبراهيم باشا «الدرعية»، فلما ارتحل عنها رجعوا إليها، منهم عمر بن عبدالعزيز وتركي ابن أخي عبدالعزيز، ومشاري بن سعود، فعمروا «الدرعية» ورجع أكثر أهلها، فجهّز محمد علي باشا عسكراً بإمرة حسين بك، فقبضوا على مشاري الّذي كان قد انتخب رئيساً لـ «الدرعية» وأرسلوه إلى مصر فمات في الطريق، وتحصّن الباقون في قلعة الرياض، بينها وبين «الدرعية» أربع ساعات، فحصارهم حسين بك ثلاثاً فطلبوا الأمان فآمنهم فخرجوا (إلاّ تركيّاً فهرب من القلعة ليلا) فقيدهم وأرسلهم إلى مصر.
5- تركي ابن أخي عبدالعزيز (1239 ـ 1250 هـ)
عاش تركي ابن أخي عبدالعزيز مختفياً طوال عدة سنوات في المناطق الجنوبية، وكان يتجول في صحراء نجد داعياً العربان إلى إحياء مجد الأسلاف، وتزوج أثناء تجواله بامرأة من آل تامر، ولدت له ذكراً أسماه جلوي، فتجمع حول تركي ثلاثون رجلا ثم انضمت إليه بعض القبائل، وفي تلك الأثناء بدأت في القسيم انتفاضة ضد المصريين إلى حدٍّ ألجأهم إلى الجلاء إلى الحجاز، وتركوا حاميتين في الرياض ومنفوخة(1) .
1 . ابن بشر: عنوان المجد، ج 2، ص 12 .