التبرّك في القرآن الكريم - بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فالمهم في المقام دراسة ما ورد في الشرع حول التبرك بآثار الأنبياء والأولياء، وتبيين موضع الصحابة من آثار الرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وقبل أن نسرد بعض ما وقفنا عليه، نشير إلى كتابين كريمين في ذلك المجال:

1- «تبرك الصحابة» للشيخ محمد طاهر مكي، من علماء الحرم الشريف، طبع مكة المكرمة .

2- «التبرك» تأليف الأستاذ الفذ الشيخ علي الأحمدي، وقد استقصى فيه جل ما ورد في التبرك، ولا اظن أن من قرأ هذين الكتابين يبقى له الشك في جوازه، إن كان ممن يستمع القول فيتّبع أحسنه، وإلاّ يزيده إلاّ خساراً.

التبرّك في القرآن الكريم


إنّ القرآن الكريم يذكر أنّ يوسف أمر البشير أن يذهب بقميصه إلى ابيه، وقال: القوا بقميصي هذا على وجهه فيعود بصيراً، واللّه سبحانه يحكي عن يوسف هكذا: (اذهَبُوا بِقَميصي هَذَا فَألْقُوهُ عَلَى وَجهِ أبي يَأتِ بَصيراً وَ أُتوني بِأهْلِكُم أجْمَعين)(1) (فَلَمّا جَاءَ البَشيرُ ألْقاهُ عَلَى وَجهِهِ فارتَدّ بَصيراً قَالَ ألَمْ أقُلْ لَكُمْ إنّي أعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(2) فالآيات صريحة في أن يعقوب تبرّك بقميص ابنه يوسف، ولا شك أن قميص يوسف كان من القطن، والقطن كالحديد الّذي يصنع منه الأضرحة والأبواب، والقطن والحديد لا يؤثران في رفع المرض وكشف الكربة، ولكنّه سبحانه تكريماً للنبي يمنّ على المريض بالشفاء بعد التبرك به، وكأنّ هناك صلة معنوية غير مرئية ولا ملموسة ولا مدركة في المختبرات بين التبرك بالقميص وآثار الأنبياء ونزول الشفاء من اللّه سبحانه، كما نرى تلك الرابطة بين استعمال الدواء وحصول البرء بعده، ومن المعلوم أنّه سبحانه هو مسبب الأسباب، وجاعل السببية للسبب.


1 . سورة يوسف: الآية 93 .

2 . سورة يوسف: الآية 96 .

/ 409