حاجة إلى القول بأن اجتماع هذين العاملين ـ التميز الطبقي وتوافر المال - لابد أن يؤدي بطبيعته إلى الترف الباذخ والانهماك في الشهوات بلا حدود(1) .
نهاية العهد
بدأت تظهر على عبدالعزيز منذ سنة 1367 هـ أعراض الشيخوخة والانحلال، وزاد الألم في ركبتيه فلم يعد يقوى على المشي، ولجأ إلى الاستعانة بكرسي متحرك، وعاد لا يميز الأشياء على الرغم من ارتداء النظارات، إلى أن لفظ أنفاسه في ثاني شهر ربيع الأول سنة 1373 هـ عن سبعة وسبعين عاماً، ونودي بسعود بن عبدالعزيز ملكاً، وبفيصل ولياً للعهد، وبعدما عُزل سعود عن العرش جرت البيعة لفيصل ملكاً، ولخالد ولياً للعهد، فلما قتل فيصل جرت البيعة لخالد بن عبدالعزيز ملكاً، ولفهد ولياً للعهد، وبعد موت خالد ألقيت مقاليد الملوكية بيد فهد، وصار عبداللّه بن عبدالعزيز ولياً للعهد; وإليك لمحة خاطفة عن حياة هؤلاء إكمالا للبحث(2) .
15 ـ سعود بن عبدالعزيز (1373 ـ 1384 هـ)
ولد سعود بن عبدالعزيز عام 1320 هـ وهو الابن الثاني لعبد العزيز، وولد فيصل عام 1324 هـ من الزوجة الثانية لعبد العزيز، وهي من آل الشيخ، وقد جرى بين الأخوين غير الشقيقين تنافس مستمر لم ينقطع حتّى بعد موت عبدالعزيز، بالرغم من اليمين الّذي أقسماه، وقد أدلى سعود في أول اجتماع لمجلس الوزراء ببيانه السياسي الأول بوصفه أنه ملك، وأنّ من أهدافه تعزيز الجيش ومكافحة الفقر والجوع والمرض، وتحسين الخدمات الطبية، وتأسيس وزارات للمعارف والزراعة والمواصلات(3) .ولكن كان لسعود وفيصل تاريخ من المنافسة حتّى دعاهما أبوهما إلى غرفة نومه الّتي أمضى فيها آخر شهور حياته، وقال لهما: أمسكا بأيديكما وأقسما بأن
1 . الوردي، علي: لمحات، ص 322 .2 . جبران شامية: آل سعود، ماضيهم ومستقبلهم، ص 166 .3 . أمين سعيد: تاريخ المملكة السعودية، ج 3 ص 16 .