الثاني: الاحتفال تجسيد لتكريم النبي - بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المؤمنين، وأنّ المؤمن لا يتم له إيمان حتّى يكون ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ أحب إليه من نفسه وماله وأهله، ومن شك في ذلك فهو شاك في البديهيات الدينية.

وهنا يقع الكلام في المقام الثاني، وهو ما يتحقق به التكريم، وما يمكن الاستقلال به على أنه صادق في حبّ النبي، وإليك البحث فيه.

الثاني: الاحتفال تجسيد لتكريم النبي


أذا دلّت الآيات والأحاديث على لزوم تكريم النبي وتعظيمه أولا، وحبه ومودته ثانياً، فعندئذ يقع الكلام: فيما يتحقق به ذلك الأصل، وتتجسم به هذه الفريضة .

لا شك أنّ لتكريم الإنسان وتعظيمه طرقاً مختلفة مألوفة للناس، ولكن صاحب الشخصية العالمية إذا أراد الشعب المسلم تكريمه وتعظيمه، فالاحتفال بولادته وإقامة العزاء يوم رحلته، تكريم وتعظيم له، وتجسيد لذلك الأصل الّذي نطق به الكتاب والسنة، وليس ذلك أمراً خفياً على الناس فإنّ العقلاء بفطرتهم يحتفلون بذكرى شخصياتهم ولادة ووفاة، تكريماً واحتراماً لهم، والفرق بين تكريم النبي وتكريم تلك الشخصيات أنّ تكريمهم من قبيل التقاليد والآداب الشعبية، فلو لم يرد حظر منه كفى في جواز ذلك عدم الحظر .

وأمّا تكريم النبي الأكرم فله أصل في الشريعة الغرّاء، وله تجليات في الظروف المختلفة، فلو احتفل المؤمنون في كل دورة وكورة بميلاد النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ من دون اقتراف المعاصي والمنكرات، وأقاموا احتفالا حاشداً يبهر العيون ويحير العقول، فقام الخطباء فيه بإلقاء الكلم حول فضائله ومناقبه، وما نزل في حقه من الآيات والآثار، وما ضحّى بنفسه ونفيسه في طريق هداية أُمته، وقام الشعراء بإنشاء القصائد الّتي تُستلهم من الكتاب والسنة خالية عن الغلو والإفراط، ثم قاموا بإطعام الإخوان و المحبين لرسول اللّه من مال اللّه الّذي جعل الناس فيه مستخلِفين،... فلا شك أنهم جسدوا ذلك الأصل الرصين (تكريم النبي وتعظيمه) بعملهم المشرق، كما أظهروا بذلك محبتهم وولاءهم لصاحب الرسالة.

/ 409