من الشرك والمعاصي العظيمة»(1) .وقال محمد حامد الفقي: «والمواليد والذكريات الّتي ملأت البلاد باسم الأولياء، هي نوع من العبادة لهم وتعظيمهم»(2).وقد استدلوا بما رواه أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : «لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا علىَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنت»(3) .وملاحظة هذه الكلمات تفيد أنهم يستدلون على التحريم بأُمور:الأول: إِنَّها عبادة للأولياء وأصحاب الذكريات .الثاني: إِنَّها بدعة، وإِنَّها مما لم يشرعه الشارع الشريف .الثالث: لو كان هذا خيراً لأقامه السلف .الرابع: الاستدلال برواية أبي هريرة من النهي عن اتخاذ قبر النبي عيداً .هذه هي الوجوه المهمة الّتي يستدل بها ابن تيمية وأتباعه على تحريم تكريم المواليد، ونحن ندرس كل واحد من هذه الأدلة واحداً بعد آخر :
أ ـ هل الاحتفال بالمواليد شرك؟
قد عرفت أنّ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية أفتى بكونه شركاً، وقال: هو نوع من العبادة للأولياء وتعظيمهم.ولكنّه كعامة الوهابيين لم يفرّق بين التكريم والعبادة، ولذلك عطف التعظيم على العبادة، وهذا هو الداء العياء في دعاية الوهابيين وكتبهم وخطبهم، وأرخص شيء عندهم هو الشرك في العبادة، فلا تميل يميناً ولا يساراً
1 . قرة العيون، كما في فتح المجيد: ص 154 .2 . تعليق فتح المجيد: ص 154 .3 . مسند أحمد: ج 3 ص 248 .