واستخلصوا منهم ما نهبوه، وقتلوا منهم، وغنموا جميع ما معهم وولوا منهزمين، ومن جملة ما غنموه أعلام وبيارق، فدفعوها إلى الملك حسين وانقطع مجيء أعراب نجد إلى الفرع لاكتيال التمر، فحصل بذلك ضيق على أهل الفرع بسبب كساد تمورهم الّتي كان يشتريها النجديون»(1) .
قتل الوهابيون الحجاج اليمانين سنة 1341 هـ
في هذه السنة التقى الوهابيون بالحجاج اليمانين وهم عزل من السلاح وجميع آلات الدفاع، فسايروهم في الطريق وأعطوهم الأمان، ثم غدروا بهم لمّا وصلوا إلى سفح جبل، مشى الوهابيون في سفح الجبل واليمانيون تحتهم، فعطفوا على اليمانيين وأطلقوا عليهم الرصاص حتّى قتلوهم عن بكرة أبيهم، وكانوا ألف إنسان، ولم يسلم منهم غير رجلين هربا وأخبرا بالحال(2).
هجوم الوهابيين على الحجاز عام 1343 هـ
وقد هجم الوهابيون في هذه السنة على الحجاز وحاصروا الطائف، ثم دخلوها عنوة وأعملوا في أهلها السيف، فقتلوا الرجال والنساء والأطفال حتّى قتلوا منهم ما يقرب من الفين، بينهم العلماء والصلحاء، وأعملوا فيها النهب، وعملوا فيها من الفظائع ما تقشعر منها الجلود، نظير ما عملوه في المرة الأولى، حتّى أنّ السلطان عبد العزيز بن سعود لما سئل عنها لم ينكر وقوعها، لكنه اعتذر بما وقع من خالد بن الوليد يوم فتح مكة، وقول النبىّ: اللّهمّ إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد(3) .أصبح الحجاز بعد معركة الطائف مفتوحاً أمام عبدالعزيز، لكنه تباطأ بالزحف على مكة حتّى يستكشف نوايا الإنكليز الذين كانوا أنذروه وطلبوا منه التوقف عن القتال، لكن سياسة بريطانيا كانت قد تغيرت خلال هذه المدة،
1 . الأمين ـ السيد محسن: كشف الارتياب، ص 50 .2 . الأمين ـ السيد محسن: كشف الارتياب، ص 54 .3 . الأمين ـ السيد محسن: كشف الارتياب، ص 52 .