كان تدمير كربلاء أفدح هزيمة مني بها سليمان باشا والي بغداد، مما زاد في تدهور وضع الوالي .
احتلال الطائف عام 1217 هـ
قال الجبرتي: في أواخر سنة 1217 هـ أغار الوهابيون على الحجاز، فلما قاربوا الطائف خرج إليهم الشريف غالب فهزموه، فرجع إلى الطائف وأحرقت داره وهرب إلى مكة، فحاربوا الطائف ثلاثة أيام حتّى دخلوها عنوة، وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال، وهذا دأبهم في من يحاربهم، وهدموا قبة ابن عباس في الطائف(1) .يقول زيني دحلان: فدخلوا البلد عنوة في ذي القعدة سنة 1217 هـ فقتلوا الناس قتلا عاماً حتّى الأطفال، وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر اُمه، وكان جماعة من أهل الطائف خرجوا قبل ذلك هاربين، فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرهم، وفتشوا على من توارى في البيوت وقتلوه، وقتلوا من في المساجد ـ إلى أن قال ـ : وصارت الأعراب تدخل كل يوم إلى الطائف وتنقل المنهوبات إلى الخارج حتّى صارت كأمثال الجبال، فأعطوا خمسها للأمير واقتسموا الباقي، ونشروا المصاحف وكتب الحديث والفقه والنحو في الأزقة، وأخبروا أن الأموال مدفونة في المخابىء فحفروا في موضع فوجدوا فيه مالا، وعندها حفروا جميع بيوت البلد حتّى بيوت الخلاء والبالوعات .
استيلاء الوهابيين على مكة في سنة 1218 هـ
عزم الوهابيون في سنة 1217 هـ على الاستيلاء على مكة المكرمة وإخضاعها لسيطرتهم ونفوذهم، فأعدّوا العدة وحشدوا الحشود المكثفة لذلك في أول الأشهر الحرم، فشاع خبرهم في الآفاق وبلغ مسامع الناس وهم في موسم الحج، وقد كان ممن حج في ذلك العام، إمام مسقط: سلطان بن سعيد ونقباء وأمراء حجيج مصر والشام وغيرهما، فاستنجد بهم الشريف غالب
1 . غالب محمد أديب: أخبار الحجاز ونجد في تاريخ الجبرتي، ص 93 .