النتائج المحمودة لحفظ الآثار الإسلامية - بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


شامخة المباني غير أنّ الوهابيين لما استولوا على المدينة هدموا قبر مالك. وهذه القبور قد شيدت وبنيت في الأزمنة الّتي كانت حافلة بالعلماء وأرباب الفتاوى، وزعماء المذهب، فما أنكر منهم ناكر، وليس هذا رائجاً بين المسلمين فقط، بل جرى على هذا جميع عقلاء العالم، بل يعد تعمير قبور الشخصيات من غرائز البشر ومقتضيات الحضارة وشارة الرقي، فكل هذا دليل على الجواز لو لم نقل يفوق ذلك، ولو لم تكن تلك السيرة المسلمة بين المسلمين والعقلاء عامة غير مفيدة في المقام، فلا يصحّ الاستناد إلى أية سيرة قاطعة بين المسلمين أو الناس .

وليس يصحّ في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل

النتائج المحمودة لحفظ الآثار الإسلامية


إنّ المحافظة على آثار الأنبياء وخاصة آثار النبي الأكرم من قبره وقبور زوجاته وأولاده وأصحابه والشهداء الذين ضحوا بانفسهم في سبيل دينه، نتائج محمودة لا تستغني عنها الأُمة الإسلامية في وقت من الزمن، فإنّ الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع، وكتابه خاتم الكتب، ونبيه خاتم الأنبياء، فهي حجة على الناس إلى قيام الساعة الّتي لا يحيط بوقتها إلاّ اللّه تعالى، قال سبحانه:

(قُلْ إنَّما عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي، لاَ يُجَلِّيَها لِوَقْتِهَا إلاّ هُوَ)(1) .

فمن الممكن أن تمر على عمر الدنيا، وبالتالي على عمر الشريعة الإسلامية آلاف السنين، فالقضاء على آثار الشريعة ومعالم وجود نبيها يجعلها في معرض التشكيك والتردد، وأنه هل لما يدّعيه المسلمون من الرجة الكبرى ببعث النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ومواقفه وقضاياه وتشريعاته مسحة حق؟ بل ربما تحولها بعد مدة إلى أُسطورة تاريخية، حيث لا يجد الناس بعد حقب من الدهر آثاراً ملموسة من صاحب الشريعة، وليس هذا شيئاً غريباً، وهذه هي المسيحية قد مضى من عمرها عشرون قرناً، وقد تحول المسيح وأُمه العذراء


1 . سورة الأعراف: الآية 187 .

/ 409