الثانية ويقصرها في السلام على الميت والدعاء له إن كان مؤمناً، يقول: فالزيارة لقبر المؤمن، نبياً كان أو غير نبي من جنس الصلاة على جنازته، يدعى له كما يدعى إذا صلى على جنازته(1).فاللازم البحث عن زيارة القبور أولا، وزيارة قبر النبي الأعظم بشخصه ثانياً .* * *
زيارة القبور في السنة
لا شك أنّ زيارة القبور تنطوي على آثار أخلاقية وتربوية هامة، لأنّ مشاهدة هذا الوادي الهادي ـ الّذي يضم في أعماقه مجموعة كبيرة من الذين عاشوا في هذا الحياة الدنيا ثم انتقلوا إلى الآخرة ـ تخفّف روح الطمع والحرص على الدنيا، ولربما يغيّر الإنسان سلوكه في هذه الحياة، فيترك الجرائم والمنكرات، ويتوجّه إلى اللّه والآخرة .ولذا يقول الرسول الأعظم:1- «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة»(2) .ودل بعض الأحاديث على أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ نهى عن زيارة القبور في أول الأمر، ولعل النهي كان لأجل أن الأموات يوم ذاك كانوا مشركين وعبدة للأصنام، فنهى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ عن زيارة الأموات، ولمّا كثر الشهداء بين المسلمين وماتت مجموعة كبيرة من المسلمين في المدينة وأطرافها، رخّص النبي بإذن من اللّه سبحانه وقال:2- «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة»(3) .
1 . شفاء السقام ص 107.2 . سنن ابن ماجة ج 1 ص 113.3 . السنن لابن ماجة ج 1 ص 114 طبعة الهند ـ باب ما جاء في زيارة القبور، وصحيح الترمذي، أبواب الجنائز ج 3 ص 274 .