الإتهام بالشرك والبدعة - بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الإتهام بالشرك والبدعة




إنّ أكثر شيء تداولا وأرخصه في كتب الوهابيين ودعاياتهم هو اتّهام المسلمين بالشرك والبدعة، وكأنهم لا يجدون في كنانتهم شيئاً يرمون به المسلمين سوى هاتين الفريتين.


ترى أنّهم يتّهمون جميع المسلمين من عرب وعجم وسنة وشيعة بالشرك في العبادة، وأنه ليس تحت السماء وفوق أديم الأرض أُمة موحّدة سوى محمد بن عبدالوهاب وأتباعه .


كما أنهم بدل تكريم المسلمين عند اللقاء، وتهنئتهم بالتسليم ونشر العطور ونثر الازاهير عليهم، يتهمونهم بالابتداع، ويسمونهم بالمبتدعة.


ولأجل ذلك يجب على كل محقق وناقد لمزاعم الوهابيين الموروثة من ابن تيمية القيام بأمرين مهمين وهما:


1- تحديد العبادة تحديداً منطقياً بحيث يكون جامعاً ومانعاً .


2- تحديد البدعة تحديداً دقيقاً مثل الشرك في العبادة .


ثم القيام بتطبيق ما أوقفه عليه البحث والتنقيب على ما يصفونه بالشرك والبدعة، حتّى يتبيّن أنّ التطبيق صحيح أولا؟ فها نقدّم إليك أيّها القارىء الكريم بحثاً ضافياً حول هذين الموضوعين المهمين، حتّى يتّضح الحقّ بأجلى مظاهره، وتقف على أنّ أكثر من يصفونه بالشرك والبدعة خيال وضلال وجهل بحقيقتهما.



ابن تيمية




وملاكات التوحيد والشرك في العبادة




إنّ المفتاح الوحيد لردّ شُبَهِ الوهابيين هو تحديد العبادة وتمييزها عن غيرها، فما لم يتحدّد مفهموم العبادة بشكل منطقي حتّى تتميز في ضوئه العبادة من غيرها، لم يكن البحث والنقاش ناجحاً، ولأجل ذلك نخصّص هذا الفصل لتعريف العبادة، و نبيّن ما ذكر حولها من التعاريف.


إنّ للتوحيد مراتب بيّنها علماء الإسلام في الكتب الكلامية والتفسيرية، ونحن نشير إلى هذه المراتب على وجه الإجمال، ونركزٌ على التوحيد في العبادة:


الأُولى: التوحيد في الذات، أو التوحيد الذاتي، والمراد منه هو: أنه سبحانه واحد لا نظير له، فرد لا مثيل له. قال سبحانه: (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ)(1) .


الثانية: التوحيد في الخالقية، والمراد منه هو: أنّه ليس في صفحة الوجود خالق أصيل غير اللّه، ولا مؤثر مستقل سواه، وأنّ تأثير سائر الأسباب الطبيعية وغيرها بأمره وإذنه وإرادته سبحانه. قال سبحانه: (قُلَ اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيء وَ هُوَ الوَاحِدُ القَهّارُ)(2) .


الثالثة: التوحيد في الربوبية والتدبير، والمراد منه أن للكون مدبّراً واحداً




1 . سورة الإخلاص: الآية 1 .


2 . سورة الرعد: الآية 16 .


/ 409