البدعة في الدين وما هو حدها
«البدعة» هي إدخال ما ليس من الدين في الدين، ولا شك أنّ البدعة محرّمة بنص الكتاب العزيز، قال سبحانه: (اللّهُ أذِنَ لَكُمْ أم عَلى اللّهِ تَفْتَرُونَ)(1) دلّت الآية على أنّ كل ما ينسب إلى اللّه سبحانه بلا إذن منه فهو أمر محرّم، ومن أدخل في الدين ما ليس منه فقد افترى على اللّه، ولأجل ذلك نرى أنّه سبحانه يعد من افترى على اللّه أظلم الناس; قال سبحانه: (فَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أو كَذَّبَ بآياتِهِ إنّه لا يُفْلِحُ الُْمجْرِمُونَ)(2) .نرى أنّه لما اقترح المشركون على النبي أن يأتي بقرآن غير هذا أو يبدله إلى الآخر، تحاشى عن ذلك وقال: (قُلْ مَا يَكُونُ لي أنْ أُبَدِّلَهُ مَنْ تَلْقَاءِ نَفْسي إنْ أتَّبِعُ إلاّ مَا يُوحى إِلَىَّ إنّي أخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذابَ يَوم عَظيم (3) .فالمبدع في الشريعة، مبدل لها، وسوف يحيق به عذاب أليم .
هل التقاليد والآداب من البدع؟
قد تعرّفت أنّ مقوّم البدعة هو أن يقوم الإنسان بفعل ما، باسم الدين والشريعة، وباعتقاد أنّه جزء منها، وأمّا إذا قام بأمر مباح في حد نفسه، ومن
1 . سورة يونس: الآية 59 .2 . سورة يونس: الآية 17 .3 . سورة يونس: الآية 15 .