ابن تيمية والنذر لأهل القبور
قال ابن تيمية: وإذا كان الطلب من الموتى ـ ولو كانوا أنبياء ـ ممنوعاً خشية الشرك، فالنذر للقبور أو لسكان القبور نذر حرام باطل يشبه النذر للأوثان .ويقول: ومن اعتقد أنّ في النذر للقبور نفعاً أو أجراً فهو ضالّ جاهل، ثم يقرر: إنّ ذلك نذر في معصية، وإنّ من يعتقد أنها باب الحوائج إلى اللّه، وأنها تكشف الضر وتفتح الرزق وتحفظ العمر، فهو كافر مشرك يجب قتله(1).أقول: إنّه قد ذيل كلامه بشيء لا يعتقد به أحد من المسلمين، حتّى يجعل ذلك ذريعة لقبول صدر كلامه. فأىّ مسلم يعتقد أن النبي يكشف الضرر ويفتح الرزق ويحفظ العمر؟ بل معتقَدُ جماهير المسلمين هو أنّ كل الأُمور بيده سبحانه، وأنّ الناس هم الفقراء واللّه هو الغني الحميد، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَراءُ إلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ)(2) .ولو اعتقد أحد من المسلمين أن الأنبياء والصالحين ربما يقومون بأُمور خارجة عن السنن العادية فهو نفس الاعتقاد بأنهم أصحاب المعاجز والكرامات، وقد تواترت النصوص على ذلك وأنهم يبرئون الأكمه والأبرص
1 . قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، ص 103 .2 . سورة فاطر: الآية 15 .