وماذا يريد من مفاهيم اللغة العربية وقواعدها، وأيّة قاعدة عربية تمنع الأخذ بظاهر الدعاء؟
(ما هكذا تورد يا سعد الإبل!) .
إنّك إذا قرأت ما جاء به الكاتب من صخب وهياج في ذيل كلامه، لتعجبت من عباراته الفارغة وكلماته الجوفاء، الّتي هي بالخطابة أشبه منها بالبرهان.
* * *
2- التوسل بالنبي بتعليم من الصحابي الجليل
روى الطبراني عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف: أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان (رضي اللّه عنه) في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة، فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل: «أللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ نبىّ الرحمة يا محمد! إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي، فتذكر حاجتك، ورح حتّى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان بن عفان (رضي اللّه عنه) فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفتان (رضي اللّه عنه) فأجلسه معه على الطنفسة، فقال: حاجتك؟ فذكر حاجته وقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتّى كان الساعة؟ وقال: ما كانت لك من حاجة فاذكرها، ثم إنّ الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك اللّه خيراً، ما كان ينظر في حاجتي، ولا يلتفت إلىّ حتّى كلّمته فىّ، فقال عثمان بن حنيف: واللّه ما كلمته، ولكن شهدت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : فتصبر! فقال يا رسول اللّه. ليس لي قائد فقد شقّ علي. فقال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ائت الميضأة فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات...
قال ابن حنيف: فواللّه ما تفرقنا وطال بنا الحديث، حتّى دخل علينا