أ ـ التوسل بحق السائلين
روى عطية بن العوفي عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ السائلين عليك، وأسألك بحقّ ممشاي هذا، فإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتّقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أن تعيذني من النار وأن تغفر ذنوبي إنّه لايغفر الذنوب إلاّ أنت. إلاّ اقبل اللّه عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك»(1) .
فالحديث واضح مضموناً، ويدل على أن للإنسان أن يتوسل إلى اللّه بحرمة أوليائه الصالحين ومنزلتهم وجاههم، فيجعلها وسيلة لقضاء حاجته .
إنّ الكاتب الوهابي الرفاعي، حيث لم يجد ضعفاً في الدلالة، أخذ يضعف سند الحديث، قائلا بأنّ «في سنده عطية العوفي وهو ضعيف»(2) .
أقول: إنّ الدافع الوحيد لتضعيف عطية، ذلك التابعي الشهير، كما وصفه به الذهبي في ميزان الاعتدال هو تشيّعه وولاؤه لعلي وآله ـ عليهم السَّلام ـ ، ولأجل ذلك نرى أنّ الذهبي ينقل عن سالم المرادي: «كان عطية يتشيّع»، وإنّ التشيّع أحد وجوه التضعيف لدى القوم، ومع ذلك قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ضعيف، وقال ابن معين: صالح .
وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: «عطية بن سعد بن جناده العوفي الجدلي الكوفي أبوالحسن صدوق يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً»(3)
وقال في تهذيب التهذيب: قال ابن عدي: قد روى عن جماعة من الثقات، ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة، وعن غير أبي سعيد، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وكان يعدّ من شيعة أهل الكوفة. قال الحضرمي: توفي سنة إحدى عشرة ومائة.
1 . سنن ابن ماجة، ج 1 ص 256، الحديث برقم 778 ومسند الإمام أحمد، ج 3، ص 21.
2 . التوصل إلى حقيقة التوسل، ص 212 .
3 . تقريب التهذيب، ج 2 ص 24، برقم 216 .