هل الاحتفال بالمواليد من التقاليد أو من صميم الدين ؟ - بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


البدعة بمعنى إدخال ما ليس من الدين في الدين فهو قبيح مطلقاً، لا ينقسم وليس له إلاّ قسم واحد، وهو أنّه قبيح محرّم على الإطلاق .

هذا ابن تيمية باذر هذه البذور الخبيثة والشكوك الساقطة يصرح بأنّ الأصل في العادات هو الحلية، إلاّ ما حظره اللّه، قال: «فالأصل في العبادات لا يشرع منها إلاّ ما شرعه اللّه، والأصل في العادات لا يحظر منها إلاّ ما حظره اللّه»(1) .

وبذلك يعلم أنّ تضييق الأمر والتقاليد الّتي لم يرد فيها حظر من الشرع، لا يصدر إلاّ من الجاهل، فإنّ الشريعة الإسلامية سمحة سهلة(2) لم تتدخل في عادات الناس وتقاليدهم، بل خوّلتها إلى أنفسهم حتّى يختار كل شعب ما يناسب بيئته و ظروفه وملابساته، وهذا هو الأساس، لكون الإسلام خاتم الشرائع، وكتابه خاتم الكتب، ونبيّه خاتم الأنبياء ولو كان محدداً للتقاليد والآداب، والرسوم والمراسم لوقع التصادم بينه وبين حياة الشعوب وحضاراتها المتكاملة مع مر الحقب والأزمان .

هل الاحتفال بالمواليد من التقاليد أو من صميم الدين ؟


البحث المهم في المقام هو تعيين حكم هذا المصداق، وأن الاحتفال بميلاد النبي هل هو كالاحتفال بمواليد سائر الأفراد كالآباء والأجداد أو الأولاد الّذي جرى عليه ديدن العقلاء في العالم؟ أو أن الاحتفال به يعد من الأُمور الدينية؟

لا اظن أنّ من لمس روح الاحتفالات والمهرجانات الّتي تقام بين المسلمين يوم الميلاد وغيره أن ينسبها إلى التقاليد والرسوم والآداب القومية، فإذن ذلك شيء لا يلائم روح الاحتفالات وأغراض المقيمين لها، فلا شك أنهم يقومون


1 . المجموع من فتاوى ابن تيمية، ج 14 ص 196 .

2 . صحيح البخاري ج 1 كتاب الإيمان باب «الدين يسر» ص 12 روي عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : «أحب الدين إلى اللّه الحنيفية السمحة» .

/ 409