حديث الطير الّذي أهدته أُم أيمن لرسول اللّه، وحديث الطائر موضوع عند أهل الحديث .
أقول: إنّ ذيل العبارة يكشف عن الدافع الّذي دفع هؤلاء إلى تضعيف الرجل، وهو ليس إلاّ كونه ناقلا لفضيلة ساطعة للإمام علىّ بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ .
روى أحمد بن حنبل بسنده عن سفينة مولى رسول اللّه قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللّه طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطيرين، فقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : أللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك، فجاء علىّ ـ عليه السَّلام ـ فرفع صوته، فقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : من هذا؟ قلت: علىّ، قال: فافتح له، ففتحت له فأكل من الطير مع النبي حتّى فنيا(1) .
وعلى ضوء هذا لا تقام لهذا التضعيف قيمة .
5- توسل المنصور بالنبي بتعليم مالك
إنّ المنصور الدوانيقي سأل مالك بن أنس، إمام المالكية، عن كيفية زيارة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ والتوسل به، فقال لمالك:
يا أبا عبداللّه، أستقبل القبلة وأدعو. أَم أَستقبل رسول اللّه؟
فقال مالك في جوابه:
لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى اللّه يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه اللّه، قال اللّه تعالى: (ولَو أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنفُسَهُم جاءُوكَ فَاستَغْفَروا اللّهَ واستغفرَ لَهُم الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِيماً)(2) .
1 . فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 560 ورواه غيره لاحظ العمدة لابن البطريق ص 242 ـ 253.
2 . وفاء الوفاء ج 2 ص 253، النساء: 64 .