الجواهر الفريدة، فلم يعتم هو ولا هوَلاء إلاّ وهم ضحايا في سبيل تلك الطلبة الكريمة.
2 ـ لم يكن الحسين _ عليه السلام _ يطلب ملكاً عضوضاً ولا سلطة بشرية وإنّما يطلب إيقاظ الاَُمّة بواجبه الحتمي، وما هو إلاّ إقامة الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكأنّ الاَُمّة نسيت ذينك العمادين وذلك لعوامل خلفت رفض ذينك الاَمرين المهمين.
كانت الاَُمّة تعيش بين الترغيب والترهيب فصارت محايدة عن كل عمل إيجابي يغير الوضع الحاضر وهم بين راضٍ بما يجري، وبين مبغض صامت، يترك الاَمر إلى اللّه تبارك وتعالى، فكانت القلوب مشفقة والاَيدي مغلولة وعلى الاَلسن أُوكية.
وكيف يصح لمسلم واع، التساهل أمام عربدة يزيد بالكفر الصريح في شعره ونثره، وإنكار الوحي والرسالة وهذا هو التاريخ يحكي لنا: أنّه لما ورد على يزيد نساء الحسين وأطفاله، والروَوس على الرماح وقد أشرفوا ثنيّة جيرون نعب الغراب فأنشأ يزيد يقول:
يعني أنّه قتل بمن قتل رسول اللّه يوم بدر كجده عتبة وخاله وليد بن عتبة، وغيرهما وهذا كفر صريح لا يلهج به إلاّ المنكر للرسالات والنبوات ورسالة سيد الرسل.
(1) الاَميني: الغدير: 3|264.
(2) ابن الجوزي: تذكرة الخواص: 235.