سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 207
نمايش فراداده

كتب المسعودي: وكان له ـ عبد الملك ـ إقدام على الدماء، وكان عماله على مثل مذهبه، كالحجاج بالعراق، والمهلب بخراسان، وهشام بن إسماعيل بالمدينة.(1)

وكان هشام هذا وعامله على المدينة قاسياً مع الناس وساءت سيرته، وأظهر العداوة لآل الرسول، وبلغ حداً في ذلك جعل الوليد بن عبد الملك يعزله عنها بعد موت أبيه.(2)

و كان الأسوأ من الجميع هو الحجاج الذي بلغت جرائمه في الإسلام قمة الشهرة، وقد ولاّه عبد الملك بعد القضاء على ابن الزبير كلاًمن مكة والمدينة والطائف لمدة سنتين.(3)وختم الحجاج أعناق قوم من أصحاب رسول اللّه ليذلّهم بذلك، منهم: جابر بن عبد اللّه الأنصاري، أنس بن مالك، سهل بن سعد الساعدي، وجماعة معهم، وذلك تحت ذريعة انّهم من قتلة عثمان(4).

وقال لما ترك المدينة: الحمد للّه الذي أخرجني من أمّ نتن، أهلها أخبث بلد وأغشّه لأميرالمؤمنين وأحسدهم له على نعمة اللّه، واللّه لو ما كانت تأتيني كتب أمير المؤمنين فيهم، لجعلتها مثل جوف الحمار أعواداً يعودون بها، ورمّة قد بليت، يقولون: منبر رسول اللّه و قبر رسول اللّه.(5)

1-مروج الذهب:3/91.

2-تاريخ اليعقوبي:3/27ـ 29; الطبقات الكبرى: 5/220.

3-الإمامة والسياسة:2/31.

4-تاريخ اليعقوبي:3/18. قال ابن الأثير وقد ختم أيديهم كما يفعل بأهل الذمة; الكامل في التاريخ:4/359.

5-الكامل في التاريخ:4/359; تاريخ تحليلى إسلام، الشهيدي، ص 182، نقلاً عن مشكاة الأدب. وأنا اعتذر من ساحة الرسول المقدسة لنقل هذا الكلام المخجل هنا، وقد كان ذلك للضرورة ولاطّلاع الآخرين على حقيقة الحكم الأموي الخبيث.