يكون هو صاحب القرار والسلطة في الحكومة ويكون منصب الخليفة منصباً شكلياً.(1)
وكان الإمام يدرك بأنّأبامسلم وأبا سلمة يبحثان عن شخصية مرموقة من أهل البيت حتى يستغلا مكانتها وشعبيتها للوصول إلى أهدافهما وبأنّهما لا يعتقدان بإمامته، وإلاّفما معنى إرسال ثلاث رسائل بمضمون واحد إلى ثلاث شخصيات من آل الرسول ؟!
كان الإمام يدرك وبكلّ ذكاء انّ المخطط الرئيسي للثورة هم العباسيون، وهؤلاء ليس لهم هدف غير تحقيق آمالهم في استلام مقاليد الحكم والسلطة، وليس أبو مسلم وأبو سلمة وغيرهما إلاّبيادق بأيديهم، وكان يعلم أنّهم سرعان ما سيقضون على كلّمن لم يعد يفيدهم أو يقف سداً في طريقهم، وقد كان كذلك مصير أبي مسلم وأبي سلمة وسليمان بن كثير والآخرين حيث لقوا حتفهم.
كان الإمام يعلم جيداً انّ أمثال أبي سلمة وأبي مسلم قد انخدعوا وانّهم لا يتحركون على خط الإسلام المستقيم وخط أهل البيت، لذلك لم يكن مستعداً للتعاون معهم وإضفاء الشرعية على أعمالهم، لأنّهم ـ وهم قادة الثورة ـ ليسوا من أبناء مدرسته، فقد أفرطوا وأسرفوا في الانتقام وطلب السلطة والإرهاب والعنف، وقد ارتكبوا أعمالاً لا يمكن لأي مسلم ملتزم أن يرضى بها ويؤيّدها.
سنواجه بمراجعتنا للتاريخ نصاً ووصية لإبراهيم الإمام إلى أبي مسلم الخراساني في بداية الثورة. فقد التقى أبو مسلم ـ البطل الشهير الذي لقب بلقب
1-طبيعة الدعوة العباسية ـ عمر فاروق، ص 226.