قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك...
فقال: «يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟».
قلت: مائة ألف .
قال: «مائة ألف؟!»
قلت: نعم ومائتي ألف .
قال: «مائتي ألف؟!» .
فقلت: نعم ونصف الدنيا.
ثمّ بعد هذا الحوار ذهب الإمام برفقة سدير إلى ينبع، فرأى هناك غلاماً يرعى جداء فقال ـ عليه السَّلام ـ :« واللّه يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود».(1)
ونستنتج من هذه الرواية انّ هذا كان رأي الإمام حقاً، وانّه لا يكفي اعتلاء سدة الحكم فقط، وطالما انّ الحكومة غير مدعومة من قبل القوات والعناصر الواعية من الأُمة، فانّ البرنامج الإسلامي للإصلاح والتغيير لن يكون داخلاً حيز التنفيذ. فالعناصر والقوات التي تعرف أهداف الحكومة وتؤمن بمبادئها تسعى لحمايتها ودعمها وتشرح مواقف الحكومة لعموم الناس وتصمد أمام الأحداث وأعاصيرها .
ونفهم من حوار الإمام الصادق أيضاً انّه لو كان يمكنه الاعتماد على أصحابه وقواته في أن يحقق أهداف الإسلام ومبادئه بعد الانتصار المسلح على العدو لكان مستعداً للقيام بالسيف دائماً، لكن الظروف وتقلّباتها لم تسمح بذلك، لأنّ ذلك لو لم يكن يمنى بالفشل والهزيمة يقيناً لكانت نتائجه غير مضمونة أيضاً.
1-الأُصول من الكافي:2/242.