مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 16
نمايش فراداده

«الكمال المطلق».

ونعني ببلوغ أقصى درجات الكمال ومراتبهأن يتحلّـى ـ مثلاً ـ بالوجود اللامتناهيالذي لا يشوبه عدم، والعلم اللامحدود الذيلا يخالطه جهل، والقدرة المطلقة التي لايمازجها عجز أو عيّ.

فهذه الأُمور هي التي تدفع كل ذي وجدانسليم وضمير حي إلى التعظيم والخضوعلصاحبها وإظهار العبودية أمام ذلك الكمالالمطلق.

2. أن يكون ذلك المعبود بيده مبدأ الإنسانومنشأ حياته فيكون خالقه وواهب الجسموالروح له ومانح الأنعم والبركات إياهومسبغها عليه بحيث لو قطع عنه فيضه لحظة مناللحظات عاد عدماً واستحال خبراً بعد أثر.

ترى هل يتوفر هذان الوصفان في أحد غيراللّه؟ وهل سواه يتصف بأكمل الكمال؟ أم هلسواه منح للأشياء وجودها وخلق الإنسانويسر له سبل الحياة؟ وهل سواه المبدأالفياض الذي لو وكل الحياة إلى ذاتها،وترك الإنسان لنفسه آناً من الآونة صارتالحياة كأن لم تكن؟

هذا والجدير بالذكر أنّ عبادة الأنبياءوالأئمّة والأولياء الصالحين للّه سبحانهلم تكن إلاّ لـ (كمال) ذلك المعبود المطلق.

فهم لمعرفتهم الأفضل، واطّلاعهم الأعمقعلى عالم الغيب عبدوا اللّه سبحانه لماوجودوا فيه من الجمال المطلق، والكمالاللامحدود، ولأجل أنّهم وجدوه أهلاًللعبادة، والتقديس والخضوع والتعظيمفعبدوه وقدسوه وخضعوا له وعظموه.

أجل لذلك فحسب وليس لسواه عبدوه، وأعطوهبلاءهم وولاءهم، حتى