مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 167
نمايش فراداده

باب دلالة النظام على المنظم، كذلك يمكنأن تكون دلالتها على ذلك من باب بطلاننظرية المصادفة و برهان محاسبةالاحتمالات.

ويجدر بالذكر أنّ برهان محاسبةالاحتمالات وبطلان فرضية المصادفة منالأدلة الحديثة التي توصّل إليها العلماءالغربيون المعاصرون، وبلورهما العالمالمعروف كريسي موريسون صاحب كتاب «العلميدعو للإيمان» الذي كتبه خصيصاً لإبطالنظرية المصادفة، تلك النظرية التي تمسّكبها بعض الملحدين لإنكار وجود الخالق.

ولأجل أن نعرف معنى المصادفة، وكيفيةبطلانها علميّاً وحسابيّاً لابد أن نعطيشرحاً لذلك ثم نشير إلى بعض الأدلة التيأشار إليها العلامة السالف الذكر، وغيرهمن العلماء في هذا المجال.

ما هو المقصود من المصادفة؟

ليس المقصود من المصادفة هو بروز حادثةوظاهرة معينة دون علّة خارجية، لأنّ هذاالتفسير للتصادف يتنافى مع قانون العليةالذي يقرّ به ويعترف كل العلماء فيالعالم، فليس بين العلماء والفلاسفة منينكر قانون العلية هذا، اللّهم إلاّ«هيوم» الفيلسوف الانجليزي المعروف، علىأنّه إنّما أنكر هذا القانون الكلّـي لأجلأنّه أراد أن يثبته عن طريق التجربة، وكانيرى التجربة أعجز من أن تثبت أصالة لهذاالقانون.

أمّا لماذا كان يرى أنّ التجربة أعجز منأن تثبت ذلك فلسنا بصدده الآن. ولو كانهيوم مطّلعاً على القوانين والمقدماتالفلسفية لهذا الأصل، لما كان يحدث له أيشك في ذلك.