مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 289
نمايش فراداده

معبوداً وانّه لا يستحق العبادة سواءأكان ابناً للّه سبحانه أم لا، وسواء أصحالتثليث أم لا، وهذه مسألة مستقلة تجتمعمع نفي التثليث والبنوة، ولأجل ذلك نستعرضهذا البحث مستقلاً عن البحثين الماضيين.

القرآن ومعبودية المسيح

إنّ القرآن ينزّه اللّه تنزيهاً مطلقاًعن أن يبعث رسلاً يدعون الناس إلى عبادةأنفسهم بدل الدعوة إلى عبادة اللّهسبحانه، فقال:

(مَا كَانَ لِبَشَر أَنْ يُؤْتِيَهُاللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَوَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِكُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللّهِوَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيّيِنَ بِمَاكُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَوَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلايَأْمُرَكُمْ أنْ تَتَّخِذُواالْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَأَرْبَاباً أَيَأمُرُكُمْ بِالكُفْرِبَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).(1)

وفي هاتين الآيتين نفي لمعبودية المسيحأو مشاركته في الربوبية.

كما أنّ القرآن الكريم طرح مسألة عبادةالسيد المسيح في آيات أُخرى وأبطل ـ بنفيمالكية المسيح لضر عباده ونفعهم ـ إمكانكونه مستحقاً للعبادة فيقول:

(قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِمَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً ولانَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ).(2)

1. آل عمران: 79 ـ 80.

2. المائدة: 75.