مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 356
نمايش فراداده

وعلى هذا فإنّ الموت والجهل والفقر إنّماتكون شروراً لكونها ترافق أنواعاً منالعدم، فالعلم كمال وواقعية يفقدهاالجاهل، والحياة حقيقة وكمال يفقدهاالميت، والفقير هو ـ بالتالي ـ من يفقدالمال الذي يعيش بسببه.

خلاصة القول

إنّه ليس في هذا الوجود إلاّ نوع واحد منالموجودات، وهو ما يكون خيراً وجميلاًوحسناً.

أمّا الشرور فهي من نوع العدم، و العدمليس مخلوقاً، بل هو من باب «عدم الخلق»وليس من باب «خلق العدم».

ولهذا (أي الوجود الخير فقط) لا يمكن أنيقال أنّ للعالم خالقين: أحدهما خالقالخير، والآخر خالق الشر، إنّ مثل الوجودوالعدم مثل الشمس والظل، فعندما نقيم فيالشمس شاخصاً يحدث على الأرض ظل بسبب ذلكالشاخص الذي منع من وصول النور.

وما الظل في الحقيقة إلاّ عدم النور، لأنّالظل هو الظلمة، والظلمة ليست إلاّ «عدم»النور، فلا يصح أن نتساءل ـ هنا ـ: ما هيحقيقة الظل؟ إذ ليست للظل واقعية خارجيةوحقيقة عينية تقابل حقيقة النور وجوهره،إنّما الظل هو: عدم النور ومعنى هذا أنّهليس للظل أو الظلمة منبع ينبعان، ومنشأينش آن منه.

هذا ولصدور الآفات والشرور من جانب اللّهتوجيهات أُخرى نذكرها فيما يأتي.