مفاهیم القرآن جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاهیم القرآن - جلد 1

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لو تناولنا بالتحقيق كل ما يسمّى شراً،لتبيّـن لنا أنّ تلك الصفة ناشئة من كونالشيء مصحوباً بالعدم، فالمرض ـ على سبيلالمثال ـ إنّما يكون شراً وغير مطلوب،لأنّ المريض ـ حال مرضه ـ يكون فاقداًللصحة والعافية، وهكذا بالنسبة إلىالأعمى والأصم، فحيث إنّ السمع والبصر منلوازم الحياة عند البشر لكونهما موجبينلكماله، لذلك يكون فقدانهما «شراً»وأمراً غير مطلوب، ولكن العمى أو الصممليس شيئاً وجودياً في الإنسان الأعمىوالأصم، إنّما هو فقدان وصفي السمع والبصروعدمهما ليس غير.

فما العمى أو الصمم ـ في الواقع ـ سوى حالةالفقدان والعدمية؟

من ملاحظة هذه النقطة ومقارنة كل الأُموروالموارد المعدودة من الشرور مع المثالالمذكور، يتبين أنّ الشر ملازم لنوع منالعدم الذي لا يحتاج إلى موجد وفاعل، بل هوعين ذلك الفقدان، فكل البلايا والشروروالقبائح إنّما تكون إذن شروراً وأُموراًغير مطلوبة لكونها «فاقدة» لنوع من الوجودأو مستلزمة ومصحوبة بنوع من العدم.

وقس على ذلك الحيوانات المفترسة والضارةوالآفات فكلّها إنّما تكون شراً لأنّهاتجر إلى فقدان سلسلة من الأُمور والجهاتالوجودية، لأنّ كل هذه الأشياء (الحيواناتالمفترسة والمضرة والآفات) توجب الموتوفقدان الحياة أو فقدان عضو من الأعضاء،أو قوة من القوى، أو تتسبب في منع نموالقابليات والاستعدادات وتحوّلها إلىمرحلة الفعلية، فلو كانت هذه الشروركالزلازل والآفات الحيوانية والنباتية لاتنطوي على مثل هذه النتائج لما عدتشروراً، ولما كانت أُموراً قبيحة غيرمطلوبة.

/ 664