ي. وممّا يدلّ على ما قلنا قوله سبحانه:
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْإِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِالسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنيِنَوَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَللَكُمْ أَنْهَاراً).(1)
ومثله في سورة هود الآية 52.
وهكذا: يلاحظ القارئ الكريم كيف جعلتإدارة الكون وتدبير شؤونه تفسيراً للرب:فهو الذي يرسل المطر، وهو الذي يمددبالأموال والبنين، وهو الذي يجعل الجنات،وهو الذي يجعل الأنهار، وكلّ هذه الأُمورجوانب وصور من التدبير.
من هذا البحث الموسّع يمكن أن نستنتجأمرين:
1. أنّ ربوبية اللّه عبارة عن مدبِّريتهتعالى للعالم لا عن خالقيته.
2. دلّت الآيات المذكورة في هذا البحث علىأنّ مسألة «التوحيد في التدبير» لم تكنموضع اتفاق بخلاف مسألة «التوحيد فيالخالقية»، وانّه كان في التاريخ ثمّتفريق يعتقد بمدبّرية غير اللّه للكون كلهأو بعضه، وكانا يخضعون أمامها باعتقادأنّها أرباب.
وبما أنّ الربوبية في التشريع غيرالربوبية في التكوين، فيمكن أن يكون بعضالفرق موحداً في الثاني، ومشركاً في القسمالأوّل، فاليهود والنصارى تورّطوا في«الشرك الربوبي» التشريعي، لأنّهم أعطوازمام التقنين والتشريع إلى الأحبار
1. نوح: 10 ـ 12.