مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 6
نمايش فراداده

بتفسير غريب القرآن و تبيين مفرداته،ومجازاته وتفسير جمله وتراكيبه، وردّمتشابهه إلى محكماته، وتمييز ناسخه عنمنسوخه، وتفسير آيات أحكامه، وإيضاح قصصهوحكاياته، وأمثاله وأقسامه، واحتجاجاتهومناظراته، إضافة إلى بيان أسباب نزوله،وكلّ ذلك يعرب عن الأهمية الفائقة التييحظى بها القرآن الكريم.

وفي ظل هذه الجهود المضنية ظهرت تفاسير فيكلّ قرن وعصر لو جمعت في مكان واحد لشكلتمكتبة ضخمة لا يستهان بها.

التفسير الترتيبي والتفسير الموضوعي

إنّ التفسير الرائج في الأجيال الماضيةهو تفسير القرآن حسب السور والآياتالواردة في كلّ سورة، فمنهم من سنحت لهالفرصة أن يفسر آيات القرآن برمتها، ومنهممن لم يسعفه الحظ إلاّبتفسير بعض السور،وهذا النوع من التفسير الذي يطلق عليه اسمالتفسير الترتيبي، ينتفع به أكثر شرائحالمجتمع الإسلامي، وكلّ حسب استعدادهوقابلياته.

بيد انّ هناك لوناً آخر من التفسير يطلقعليه اسم التفسير الموضوعي الذي ظهر فيالعقود الأخيرة، واستقطب قسطاً كبيراً مناهتمام العلماء نظراً لأهميته، وهو تفسيرالقرآن الكريم حسب الموضوعات الواردة فيهبمعنى جمع الآيات الواردة في سور مختلفةحول موضوع واحد، ثمّ تفسيرها جميعاًوالخروج بنتيجة واحدة، وقد أُطلق على هذااللون من التفسير بالتفسير الموضوعي.

وأوّل من طرق هذا الباب لفيف من علماءالشيعة عند تفسيرهم آيات الأحكام الشرعيةالمتعلّقة بعمل المكلف في حياته الفرديةوالاجتماعية فانّ النمط السائد علىتآليفهم في هذا الصعيد هو جمع الآياتالمتفرقة الراجعة إلى موضوع واحد في مبحثواحد، فيفسرون ما يرجع إلى الطهارة فيالقرآن في باب واحد، كما