إلى البراهين العقلية ـ تدل على ذلك، مثلآية:
(قُلْ للّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً).(1)
إلاّ أنّ في جانب ذلك دلت آيات كثيرةأُخرى على أنّ اللّه أذن لفريق من عباده أنيستخدموا هذا الحق، ويشفعوا ـ في ظروفوضمن شروط خاصة ـ حتى أنّ بعض هذه الآياتصرحت بخصوصيات وأسماء طائفة من هؤلاءالشفعاء، كقوله تعالى:
(وَكَمْ مِنْ مَلَك فِي السَّموَاتِ لاتُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّمِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللّهُ لِمَنْيَشَاءُ وَيَرْضَى).(2)
كما أنّ القرآن أثبت لنبيِّ الإسلام«المقام المحمود»، إذ يقول:
(عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماًمَحْمُوداً).(3)
وقد قال المفسرون: إنّ المقصود بالمقامالمحمود هو: مقام الشفاعة، بحكم الأحاديثالمتضافرة التي وردت في هذا الشأن.
كل هذا مما اتفق عليه المسلمون، إنّماالكلام في أنّ طلب الشفاعة ممن أُعطي له حقالشفاعة كأن يقول: «يا رسول اللّه اشفعلنا» هل هو شرك أو لا؟
وليس البحث في المقام ـ كما ألمعنا إلىذلك غير مرّة ـ في كون هذا الطلب مجدياً أولا، إنّما الكلام في أنّ هذا الطلب هل هوعبادة أو لا؟
فنقول: قد ظهر الجواب مما أوضحناه فيالأبحاث السابقة، فلو اعتقدنا بأنّ مننطلب منهم الشفاعة، لهم أن يشفعوا لمنأرادوا ومتى أرادوا وكيفما ارتأوا، دون
1. الزمر: 44. 2. النجم: 26. 3. الإسراء: 79.