بعض الضروريات الدينية سبباً للارتداد،ويعدون منكرها «مرتدّاً دينياً» ويهدروندمه.
إنّ الاحترام الذي يلقاه مؤسسوالاشتراكية من قبل أتباعهم لا يختلفكثيراً عن احترام أتباع الديانات الإلهيةللأنبياء والرسل إن لم يزدد عليه.
وغاية التفاوت بين السلوكين أنّ أتباعهذه الأحزاب والمبادئ المادية يحترمونقادتهم السياسيين ما داموا يحتلونالمناصب، ففي مثل هذه الفترة تجدهم يصفونقادتهم بأنّـهم «ملائكة الرحمة» و أنّـهم«محطمو قيود الاستعمار والاستبداد»وأنّهم «ملجأ الجماهير الكادحة» وما إلىذلك من ألفاظ المديح والثناء.
ولكن ما أن أُقصي هؤلاء القادة من مناصبهمأو حان موتهم وأُودعوا باطن الأرض إلاّووجدت انعكاس الآية. فإذا بالأسيادالمحترمين بالأمس المستحقين لأجمل وأسمىآيات المديح والثناء، ينهال عليهم كل مافي قاموس الشتائم من سباب واتهامات، فإذابالقائد التقدمي يصبح رجعياً، ضدالكادحين، سفاكاً، خرق أُسس الماركسيةوتجاوز عليها، واستهان بآراء الجماهير،إلى غير ذلك من الاتهامات الرخيصة!!!
وقد وجدنا ووجد العالم كله ـ طوال الفترةالتي عشناها ـ نوعين متضادين من الوصف فيحق ستالين.. فبينما كان يعد ذات يوم ملاكاًطاهراً مقدساً صار يعد في يوم آخر سفاكاًدموياً إلى درجة أنّ تماثيله أُزيلت منالساحات والميادين العامة في الاتحادالسوفياتي بعد موته(1).
1. بل وأُريد إخراج جثمانه للحرقانتقاماً، كما تتحدث عن ذلك بعض الكتب عنالاتحاد السوفياتي.