لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً، ولايقدّموا يداً ولا رجلاً ولا يبدأوا بشيءقبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً يجمعأمرهم، عفيفاً عالماً، ورعاً، عارفاًبالقضاء والسنّة، يجمع أمرهم ويحكم بينهمويأخذ للمظلوم من الظالم يحفظ أطرافهم،ويجبي فيئهم، ويقيم حجتهم، ويجبيصدقاتهم».
يبقى أن نعرف أنّ هذا القانون الكلي الذييذكره الإمام علي يرتبط بالفترة التي لميسد هذا الفراغ من جانب اللّه، وتنصيبالنبي الأعظم، إذ لو كان القائد معيناً منجانبه سبحانه لانتفى التكليف بانتخابالإمام، قال سبحانه:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَةإِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراًأَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْأَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَوَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاًمُبِيناً).(1)
وعلى كل حال فالضرورة قاضية بلزوم وجودقائد للناس يتحمل أعباء الحكومة، ويتصدىلأُمور الزعامة، وإدارة المجتمع، حسبالطرق الصحيحة.
لقد أثبت البحث السابق لزوم وجود الحكومةفي المجتمع البشري بالمعنى الجامع بينالسلطة التشريعية التي لها حق التشريعوالتقنين، والسلطة التنفيذية التي لها حقتنفيذ الأحكام والمقررات، والسلطةالقضائية التي لها حق القضاء وفصلالخصومات بين الناس.
ومن المعلوم جداً أنّ إعمال الحاكمية فيالمجتمع لا ينفك عن التصرف في النفوسوالأموال وتنظيم الحريات من غير فرق بينأن تكون الحكومة بيد الفرد أو المجتمع.
1. الأحزاب: 36.