مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
لكن التسلط على الأموال والنفوس وإيجادأي محدودية مشروعة بين الأُمّة يحتاج إلىولاية بالنسبة، إلى المسلّط عليهم، ولولاذلك لعدّ التصرف تصرفاً عدوانياً.ولا نعني بالولاية هنا ولاية الوليبالنسبة إلى الأيتام والقصّر والغيب، بلالمقصود هو الولاية التي يحق معها أنيتصرف في شؤون المجتمع نفوساً وأموالاًوينظم أُمورهم ويعمّر بلادهم ويؤمنمجتمعهم، بالسلطات الثلاث ولولا ذلك لصارالنظام طاغوتياً يحكم في المجتمع من كانغالباً وقاهراً فيجب علينا أن نعرف من لهالولاية أصالة على العباد والبلاد.وبما أنّ جميع الناس سواسية أمام اللّه،والكل مخلوق ومحتاج إليه لا يملك شيئاًحتى وجوده وفعله وفكره، فلا ولاية لأحدعلى أحد بالذات والأصالة، بل الولاية للّهالمالك الحقيقي للإنسان والكون والواهبله وجوده وحياته كما يقول سبحانه:(هُنَالِكَ الْولاَيَةُ للّهِ الْحَقِّهُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً)(1). (2)فقد ظهر من هذا البيان أنّ المقصود من حصرالحاكمية في اللّه هو حصر جذور الحاكميةوعللها المستتبعة لها، وهي الولاية فيه،فبما أنّ الولاية على العباد منحصرة فيخالقهم فالحاكمية بمعنى الولاية منحصرةفيه سبحانه أيضاً، فلا يجوز لأحد أنيتولّى الحكومة إلاّ أن يكون مأذوناً ممنله الولاية الحقيقية وإلاّ