مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 5 -صفحه : 311/ 5
نمايش فراداده

البحث عن العصمة من صميم الحياة

إنّ البحث عن "العصمة" ليس بحثاً عن مسائلجانبيةٍ لا تمتُّ إلى الحياة الاِنسانية،خصوصاً الجانب المعنوي فيها، فانّها منالاَُمور التي ترتبط ارتباطاً وثيقاًبالثقافة والحياة الاِسلامية الحاضرة.

فإنّ البحث في العصمة بحثٌ عمّا يضمنسلامة هذه الثقافة، واستقامتها، وبالتاليبحثٌ عمّا يضمن مطابقة حياتنا الحاضرة معما أنزله الله من تشريع، وما تركه نبيّهالكريم من سنّة.

من هنا يكون من المحبَّذ الموَكَّد بل مناللازم الاِمعان في حياة الاَنبياءوسيرتهم، والاِمعان في الآيات التي وردتفي حقّهم، فهو بالاضافة إلى أنّه يعين علىفهم حقيقة "العصمة"، ويوَكّد ارتباطهابسلامة الثقافة الاِسلامية، امتثالاًلقوله سبحانه: (أَفَلا يَتَدبَّرُونَالقُرآن). (1) وقوله سبحانه: (كِتابٌأَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِيَدَّبَّرُواآياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُواالاََلْباب). (2) فالنظرة الفاحصة إلىالآيات الورادة في شأن الاَنبياء، وكذاالقصص المذكورة حولهم على الوجه العام،والآيات التي ترجع إلى عصمتهم من الخطأوالزلل، والاِثم والعصيان بصورة خاصةيعتبر عبادة عمليةً يُثاب عليها المفكّرالمتدبر فيها.

غير أنّه للاَسف اتّخذ بعض الكتابالمتسرّعين موقفاً سلبياً في مقابلالعلماء الذين بحثوا عن "العصمة" ضمنتفاسيرهم أو كتبهم الاعتقادية فقال

1. النساء: 82.

2. ص: 29.